الناشئة هم ثروة الامة الحقيقية، فاعدادهم لمستقبلها ضمان لازدهارها ونمائها، وما وصلت اليه كثير من دول العالم المتقدم، هو نتاج طبيعي لما اولوه لناشئتهم من عناية ورعاية، فمهما بلغ حجم الانفاق في تاهيل الناشئة واعدادهم، فانه استثمار مضمون العائد، وزرع فالح الحصاد، ومما جلب السعادة ذلك الانجاز الذي حققه مسرح الطفل السعودي في مهرجان (اصيلة) في دورته السادسة لعام 2009م لمسرح الاطفال، فحصول الفريق المشارك على الجائزه الكبرى فيه يعني لنا الكثير، ففي ذلك فخر وامل وطموح، فمصدر فخرنا في هذا المقام هو الحصول على هذه الجائزه الدولية مع شح الاعمال المسرحية الخاصة بالاطفال لدينا، وهذا يشير بالدلالة على ان مسرح الطفل السعودي يحظى بنصوص جيدة، استطاعت المنافسة، كما ان طاقم العمل من الممثلين والسينارست والاخراج وكل الكوادر الفنية الاخرى المشاركة في العمل على خشبته وفي كواليسه، هي جهود استطاعت المنافسة، مع اعمال قدمت من قبل دول تاريخ الحركة المسرحية لديها يحفل بالانجازات المتواترة، وتملك تجربة ثرية في المسرح عموماً، ومسرح الطفل على وجه الخصوص، فجائزة (اصيلة) لهذا الانجاز السعودي مع حجم الاعمال المسرحية المقدمة للطفل، لا نرضى ان تكون بديلة عن ما يدفعنا الى الذهاب بعيداً في امالنا وطموحاتنا، لما يجب ان يحظى به الطفل السعودي من اعمال وطنية، من شانها ان تسهم في اعداده لمواجهة متغيرات العصر، فعلى المستوى الثقافي والاعلامي، من حق الطفل السعودي على مجتمعه، ان يقدم له كل ما من شانه ان يقوي مناعته من التلوث التربوي والاعلامي الذي يطوق بيئته، فلدينا اربع قنوات فضائية كنا نتمنى ان تكون احداها او خامستها خاصة بالطفل، فهو يستحق ذلك، كما ان صحفنا السعودية قد افردت صفحات للرياضة، واخرى للصحة، وثالثة للاقتصاد، وغيرها من التصنيفات الصحفية، ان الطفل في حاجة الى إحدى هذه الصفحات التي يجد فيها ذاته وترضي طموحاته، ان حاجته مشروعة الى عروض مسرحية في نهاية الاسبوع يقضي فيها سويعات فراغه، ويستمتع فيها بنصوص مسرحية من واقع بيئته، تعكس همومه ومعاناته، واماله وتطلعاته، وتنتشله من عاصفة التلوث السمعي والمرئي اللذي تعيشه الناشئة اليوم، فتلاشي الاعمال الثقافية والاعلامية الموجهة للطفل قد دفعت به الى احضان الشبكة العنكبوتية بكل اطيافها وتوجهاتها، ولايغيب عن الانتباه خطورة ذلك على الناشئة، في ظل تزايد انتشار مواقع التطرف الفكري والاخلاقي على الشبكة، انه كمثل عود ثقاب اُلقي في اتون امواج البحر يُعرف مبتداه ولايمكن التنبؤ بمنتهاه.