يمثل النائب الهولندي اليميني غيرت فيلدرز الذي اشتهر بعد إنتاجه فيلم "فتنة" المناهض للإسلام، غدا أمام محكمة في أمستردام لمحاكمته بتهمة تكدير الصفو العام. ويواجه فيلدرز مؤسس ورئيس حزب الحرية تهم إهانة المسلمين بصفتهم فئة من الشعب الهولندي، والتحريض على كراهية أتباع الإسلام. وإذا أدين فسيعاقب بالسجن 16 شهرا كحد أقصى، وغرامة تصل عشرة آلاف يورو (14.4 ألف دولار). ونفى فيلدرز الاتهامات الموجهة إليه، وأوضح أنه يستخدم فقط حقه في حرية التعبير عن الرأي. ومن المقرر أن تدور الجلسة غدا بأمستردام عقب الافتتاح الرسمي لها حول تفاصيل تنظيمية لإجراءات المحاكمة واستدعاء الشهود، في حين لن تبدأ المحاكمة الرئيسية المتعلقة بالنقاط المحورية للدعوى إلا عقب الانتخابات المحلية والمقررة بالثالث من مارس/ آذار المقبل. وتستند الدعوى إلى خطب ومقابلات لفيلدرز، بالإضافة إلى الفيلم القصير فتنة الذي أنتجه ونشره على الإنترنت عام 2008 وهو يركز على أن الإسلام كأيديولوجية إرهاب دموية. يُشار إلى أن محامي فيلدرز قد أخفق الأسبوع الماضي في طلبه إسقاط الدعوى المرفوعة ضد موكله. وقد علل المحامي طلبه بأنه لا يمكن اعتبار انتقاد موكله للإسلام إهانة لفئة من الشعب، مستندا أيضا إلى حق حرية التعبير. تهم سابقة يُذكر أنه تم تحرير بلاغات ضد فيلدرز منذ العام 2006 بتهمة تكدير الصفو العام، حيث أثار حينها ضجة بسبب مطالبه بحظر القرآن الكريم الذي يقارنه بكتاب "كفاحي" للزعيم النازي أدولف هتلر، كما طالب بحظر هجرة المسلمين إلى أوروبا وإغلاق المساجد "المتشددة". وتشير استطلاعات رأي إلى أنه بحال إجراء انتخابات برلمانية عامة الآن قد يصبح حزب فيلدرز الذي فاز بتسعة مقاعد من إجمالي 150 مقعدا عام 2006، ثاني أكبر القوى السياسية بعد الحزب الحاكم "النداء الديمقراطي المسيحي" الذي يتزعمه رئيس الوزراء يان بيتر بالكينينده. يُذكر أن 6% من سكان البلاد البالغ عددهم 16.5 مليون نسمة من المسلمين، وينحدر معظمهم من المغرب وتركيا.