بالرغم من أن أحد المصلحين الأسريين يقطن مدينة أبها إلا أنه لم تمنعه مسافة 700 كيلومتر من المشاركة في الدورة التدريبية التي نظمها مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري تحت عنوان "إدارة جلسة الصلح" والتي استمرت على مدى خمس ساعات متواصلة بحضور أكثر من خمسين مصلحاً اجتماعياً من بينهم أكاديميين ومستشارين أسريين يمثلون عدداً من المؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية من جدة وخارجها. حيث تطرق الدكتور خالد بن سعود الحليبي أستاذ مساعد في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء في هذه الدورة إلى مهارات وفنون إدارة جلسات الصلح بين الزوجين، وأشكال التفاوض والحوار بين الزوجين وكيف يمكن أن يدير المصلح هذا التفاوض، وفنون التأثير على الطرفين للحديث بالحب لحل الخلافات الزوجية. وأعرب الأمين العام لمركز المودة الاجتماعي الأستاذ زهير بن عبدالرحمن ناصر عن شكره للدكتور خالد الحليبي لتقديم هذه الدورة التي استفاد منها أكثر من 50 مصلحاً اجتماعياً، مشيراً إلى أهمية هذه الدورة والتي سيكون لها أثراً بارزاً على المستشارين والمصلحين الأسريين كون هذه المهارات مهمة تمكنهم من إدارة جلسات الصلح حتى لا تؤل إلى مشاكل أو تشابك أو مجازر بين الطرفين وهذا ما حدث في بعضاً من الحالات في عالمنا العربي. وأكد ناصر على أهمية هذا اللقاء التدريبي الذي تناول فناً مهماً للمصلحين والمستشارين الأسريين، مؤكداً بأن الحاجة لتأهيل العاملين في الإصلاح الأسري تأتي بعد ازدياد الحاجة لهم لفض المنازعات الأسرية، مبيناً بأن المواجهة بين الزوجين في وجود المصلح المؤهل وما يبذله من جهد للصلح بينهما يبعث على إدخال الطمأنينة في قلوبهما ويكون سبباً في العدول عن قرار الطلاق في أغلب الأحيان. جدير بالذكر أن مركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري فرع للجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج يسعى للمحافظة على كيان الأسرة والتقليل من نسب الطلاق بالتعاون مع المحاكم الشرعية والدوائر الأمنية من خلال التوجيه والتوعية في أمور الأسرة وبناء علاقاتها من خلال أنشطة وأقسام متعددة تقدم العديد من الدورات والمحاضرات والاستشارات الأسرية، واضعاً نصب عينيه رسالة سامية وهي "تحقيق سعادة الأسرة واستقرارها بالتوعية والإصلاح".