توعدت السعودية باتخاذ كافة التدابير لردع عناصر جماعة الحوثيين المتمردة شمال اليمن الذين تسللوا عبر حدودها، وواصلت تمشيط المنطقة الحدودية، في حين اتهم المتحدث باسم الحوثيين الجيش السعودي بقصف مواقعهم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفوسفور الأبيض، وهو ما نفته الرياض، وذلك وسط استمرار المعارك بين المتمردين والقوات اليمنية. وأكد وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز الخوجة بعد جلسة لمجلس الوزراء برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم الاثنين أن المملكة "لن تتهاون إزاء أي انتهاك سيادي لأراضيها". واعتبر تسلل عناصر الحوثيين "غير المشروع" يعطي السعودية "كامل الحق في اتخاذ كل الإجراءات لإنهائه مع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مواطنيها وأراضيها وتأمين حدودها وردع المعتدين ووضع حد لكل من تسول له نفسه القيام بأي عمليات تسلل أو تخريب والحد من تكرار ذلك مستقبلاً". وأوضح الخوجة أن المجلس استمع إلى تقرير بشأن الإجراءات والتدابير الأمنية التي اتخذتها المملكة للحفاظ على أمن الوطن وحماية حدوده بعد قيام مسلحين بالتسلل إلى موقع جبل دخان داخل الأراضي السعودية في منطقة جازان وإطلاق النار على دوريات حرس الحدود. ونوه بما اتخذ من إجراءات للتعامل مع الموقف شملت إخلاء القرى الحدودية المجاورة لموقع الحدث، وبالمهام التي باشرتها القوات المسلحة ضمن نطاق العمليات داخل الأراضي السعودية. وفي وقت سابق أكد الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع السعودي عقب وصوله إلى منطقة نجران الحدودية مع اليمن مقتل ثلاثة من الجنود السعوديين وجرح 15 آخرين في المواجهات التي دارت في المناطق الحدودية، لكنه نفى وقوع أي جندي سعودي في قبضة الحوثيين، مشيرا إلى فقدان أربعة جنود. وأكد المسؤول السعودي أن القوات السعودية استعادت مواقع كان قد سيطر عليها المتمردون الحوثيون في جبل دخان والدود داخل أراضي المملكة، واستعادت سيطرتها على كامل الشريط الحدودي، معترفا بوجود تسللات لبعض الحوثيين في مواقع أخرى. استمرار القصف في غضون ذلك واصل الطيران الحربي السعودي غاراته على مواقع الحوثيين، وقصف الليلة الماضية وصباح اليوم بكثافة جيوبا حول محيط جبل دخان شاركت فيه طائرات أباتشي لأول مرة. وأشار مدير مكتب الجزيرة إلى أن مواجهات محدودة اندلعت بين القوات السعودية وعناصر المتمردين الحوثيين في المناطق الحدودية، كما قصف المتمردون عدة قرى سعودية بقذائف "آر بي جي". ويأتي استمرار عمليات القصف والمعارك وسط استمرار نزوح كثيف لأهالي المناطق على جانبي الحدود اليمنية السعودية. وقد اتهمت جماعة الحوثيين الجيش السعودي بقصف مواقعهم داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفوسفور الأبيض. وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إن الجيش السعودي يواصل منذ صباح اليوم قصف قرى يمنية. وأضاف في اتصال مع الجزيرة من محافظة صعدة شمال اليمن أن المقاتلات السعودية قصفت المناطق الممتدة من منطقة رازح إلى منطقة بركان بعشرات الصواريخ منذ الصباح ومستمرة بشكل متقطع حتى بعد عصر اليوم. وأشار المتحدث باسم الحوثيين إلى أن المقاتلات السعودية قصفت مواقعهم في منطقة الملاحيظ على بعد سبعة كيلومترات داخل الأراضي اليمنية بقنابل الفوسفور الأبيض مساء أمس، كما استأنفت القصف صباحا، مشيرا إلى أن جماعته وثقت وصورت القصف وستنشره على مواقعها على الإنترنت. وتمسك عبد السلام بما أعلنته جماعته سابقا من استمرار سيطرتها على الجانب اليمني من جبل دخان، نافيا دخول عناصر الجماعة إلى الجانب السعودي من الحدود نفي سعودي وقد نفى مستشار للحكومة السعودية لوكالة الصحافة الفرنسية ادعاءات الحوثيين قصفهم بالفوسفور الأبيض، وقال إن الجيش السعودي يستخدم القنابل المضيئة، كما تصر الرياض على أن عملياتها محدودة داخل الأراضي السعودية. وذكر المستشار أن الجيش السعودي أسر أكثر من مائتين من المتمردين الحوثيين, وفي هذا السياق قالت قوات حرس الحدود السعودي في محافظة جازان ضبطها أكثر من خمسة آلاف متسلل ومهرب منذ إعلان المملكة دخول جماعات متسللة إلى أراضيها، وتمت مصادرة قنابل يدوية وخمسة رشاشات و110 طلقات نارية وخمسة مسدسات. في المقابل نشر الحوثيون على الإنترنت شريط فيديو قالوا إنه لعريف بالجيش السعودي أسروه أثناء المعارك.