استمرت المعارك بين الجيش اليمني والمسلحين الحوثيين امس، وتركزت في مديرية المهاذرن في وقت شدد القوات الحكومية عملياتها لتأمين فتح الطريق الرئيسي بين محافظتي عمران وصعدة امام الامدادات المدنية والعسكرية. وذكرت مصادر ان الاشتباكات في هذه المنطقة اوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف «الحوثيين» والقوات المهاجمة.وبلغت حصيلة المواجهات الشرسة بين الجانبين في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران (شمال صنعاء) نحو 40 قتيلاً، بينهم 10 جنود، و30 من «الحوثيين»، بحسب مصادر طبية. وتتركز العمليات في حرف سفيان ل «تطهيرها من عناصر حوثية يقدر عددها بنحو 500 مسلح» كما جاء في تقارير موثوق فيها. وتحدثت أنباء واردة من محافظة صعدة عن تعليق الجيش بعض عملياته البرية صباحا، مع استمرار القصف المدفعي والجوي على مواقع «الحوثيين»، وذلك استجابة لمحاولات تبذلها لجنة الوساطة برئاسة الشيخ فارس مناع لإقناع زعيم التمرد عبد الملك الحوثي بالقبول بالشروط الستة التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا لوقف الحرب وإحلال السلام في صعدة. وكانت مصادر محلية في المحافظة أكدت ل «الحياة» أن القوات الحكومية أطبقت أمس حصارها، في أعقاب معارك ضارية شهدتها الجمعة أوقعت خمسة جنود وأكثر من 16 مسلحا من جماعة الحوثي، لكن اي مصدر مستقل لم يؤكد ذلك في وقت شددت الداخلية اليمنية إجراءاتها الأمنية في صنعاء، تحسباً من هجمات انتقامية محتملة يقوم بها «الحوثيون» رداً على العمليات الحكومية على مواقعهم منذ الثلثاء الماضي. وقال ل «الحياة» مصدر في لجنة الوساطة «أن هناك موافقة مبدئية لزعيم المتمردين على استئناف المفاوضات، وفقا لشروط اللجنة الأمنية العليا الستة»، لكنه أشار إلى وجود خلاف في شأن «الشرط المتعلق باتهام الحكومة للحوثيين بالوقوف وراء حادثة اختطاف الأجانب وقتل ثلاثة ألمان» الشهر الماضي. وواصلت القوات الحكومية أمس قصف مواقع وتحصينات وتجمعات «الحوثيين» في معظم مديريات محافظة صعدة، بعدما حاولوا فتح جبهات جديدة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران المجاورة. وتمكنت وحدات من الجيش من إفشال هجوم شنه «الحوثيون» على المجمع الحكومي في المديرية أول من أمس، بينما أكدت مصادر محلية أن «الحوثيين» تكبدوا الجمعة والسبت أكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، مشيرة إلى أن زعيم التمرد يوزع أتباعه على مختلف مناطق المواجهة في محافظات صعدة، وعمران، والجوف، بالإضافة إلى بعض «المجموعات السرية» في محافظة صنعاء وعدد من المناطق. وأكدت السلطات في صعدة أن الحملة العسكرية تحقق أهدافها. واتهم الأمين العام للمجلس المحلي في المحافظة محمد العماد «عصابة التمرد الحوثية... بنهب مواد الإغاثة واعتقال المواطنين لاتخاذهم دروعاً بشرية». وأكد نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشا د محمد العليمي استعداد الحكومة تذليل الصعوبات كافة التي قد تعترض أعمال المساعدات الإنسانية للنازحين في المحافظة، مشيداً خلال لقائه أمس المنسق والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة لدى اليمن براتيبا مهتا، بالدعم الذي يقدمه البرنامج لليمن. ونفت وزارة الدفاع أمس قيام الطائرات الحربية بقصف عدد من قرى ومدن وأسواق محافظة صعدة ومخيما للنازحين في مديرية ضحيان بقنابل فوسفورية. وقال مصدر مسؤول في تصريح صحافي ردا على اتهامات الحوثي إن «تلك المزاعم لا أساس لها من الصحة»، مؤكداً أن القوات المسلحة اليمنية «لا تملك هذا النوع من القنابل أصلاً... وهي تستهدف في مواجهاتها مواقع ونقاط التخريب والتقطع التي أقامها المتمردون في بعض مديريات المحافظة واستخدموها للاعتداء على المواطنين وترويعهم وتفجير وحرق منازلهم، ونهب ممتلكاتهم والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن ومهاجمة المنشآت والمصالح الحكومية والمشاريع الخدمية والمساجد والمدارس، منطلقين من تلك المواقع التي أصبحت مصدر خطر على أمن المواطن واستقرار المحافظة».