شيع أهالي حوطة بني تميم مساء أول من أمس بعد صلاة العشاء الطفلة "لميس" التي نحرتها عاملة منزلية إثيوبية الأحد الماضي، حيث تم دفنها بمقبرة الحوطة بحضور جمع من أقربائها وبعض أهالي المحافظة. وقال والد الطفلة محمد بن ناصر آل سلمان، في حوار أجرته معه جريدة "الوطن"، إن "العاملة واسمها زمزم أخبرتني عقب وصولها منذ ثمانية أشهر أنها لا ترغب في العمل، وتود العودة إلى بلادها، وبعد ذلك تراجعت وأخبرت زوجتي أنها ترغب في الاستمرار، وواصلت العمل". وأضاف "قبل أسبوع فوجئنا بحضور رجل أمن إلى المنزل، ليخبرنا أن هناك امرأة دخلت بيتنا، فقمت بالبحث في الداخل، فلم أجد إلا العاملة، فأخرجتها له فتعرف عليها من الملابس التي ترتديها، وعند مواجهتي لها أخبرتني أنها خرجت قليلا، ولم يكن هدفها الهروب، واعتذرت لزوجتي ووالدتي وقبلت رأسيهما". وأوضح آل سلمان أن العائلة لم تلحظ شيئا غريبا على العاملة بعد ذلك، حيث كانت تصوم معهم الأيام البيض. وذكر الأب أن العاملة كانت تستلم راتبها شهريا، وأنها طلبت تحويل راتب شهرين لعائلتها في إثيوبيا، فقام بتنفيذ ذلك، مؤكدا أنها حصلت على مستحقاتها المالية كاملة. وعن يوم الجريمة، قال آل سلمان "ليلة الحادثة كنت خارج الحوطة، وكانت العائلة صائمة، وقبل ساعات من الواقعة طلبت العاملة من ابنتي الكبرى "فاطمة" وعمرها 17 عاما، وتدرس بالصف الثالث الثانوي أن تحفظها القرآن على الرغم من أنها تتحدث العربية بصعوبة، وكانت المرة الأولى التي تطلب منها ذلك، فوعدتها بعد تناول العشاء، فأخذت العاملة وجبتها، وذهبت إلى غرفتها، ويبدو أنها كانت تنوي قتلها، ولكن استعجلت الأمر، فكانت الضحية ابنتي الصغرى "لميس". وأضاف "بعد انتهاء الأسرة من العشاء أرسلت زوجتي "لميس" لها حتي تتأكد من تناولها الوجبة لتبدأ فاطمة معها درس القرآن، وعندما تأخرت نهضت زوجتي للبحث عنها، فلم تجدها، وبالبحث وجدت بعض الدماء أمام الحمام، فاتصلت بي على الفور، وأخبرتني، فقمت بالاتصال بأحد الأقرباء لكي يذهب إليهم ليستطلع الأمر، وأبلغت الجهات الأمنية". وتابع الأب المكلوم قائلا "عند وصول الشرطة للمنزل بحث أفراد الأمن عنها، فوجدوها مختبئة في ملحق خارجي وهي تحمل ساطورا في يدها، فتم إلقاء القبض عليها". وقدم الأب شكره لأمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، ومحافظ حوطة بني تميم اللذين قدما واجب العزاء له ولأسرته. وشكر الجهات الأمنية التي باشرت الحادث، وناشد بالقصاص من القاتلة، خاصة أن كل الدلائل متوفرة.