صاعدت ردود الفعل المنددة بالفيلم الأميركي المسيء للإسلام وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث تواصلت المظاهرات والاحتجاجات واتسع نطاقها لتشمل دولا عديدة، وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى في السودان وعشرات المصابين في مصر. ففي السودان أفاد مراسل الجزيرة نت في الخرطوم بمقتل ثلاثة من المتظاهرين أمام السفارة الأميركية بعد دهسهم بسيارات الشرطة، وأشار إلى أن المتظاهرين اقتحموا أحد مبنيي السفارة. وأضاف المراسل أن قوات من داخل السفارة أطلقت النار على المتظاهرين وأصابت أحد المتظاهرين، وقام المحتجون بإزالة العلم الأميركي من فوق مبنى السفارة ورفع علم يحمل لفظ الشهادتين. وفي وقت سابق اليوم الجمعة أضرم متظاهرون النار في السفارة الألمانية بالخرطوم، وحاول نحو خمسة آلاف متظاهر اقتحام سفارتي بريطانيا وألمانيا في الخرطوم احتجاجا على الفيلم المسيء، ورفعوا علما أسود فوق السفارة الألمانية بعد إنزال العلم الألماني. ورشق المتظاهرون السفارتين بالحجارة وحاولوا كسر السياج الخارجي لهما، مما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المدمع لمنعهم من دخول المبنيين. وفي القاهرة تجددت صباح اليوم الجمعة الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، وأفاد مراسل الجزيرة أن عدد المصابين بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة الأميركية وميدان التحرير ارتفع إلى نحو 230 حسب أرقام وزارة الصحة المصرية. كما أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الأمن أقامت جدارا خرسانيا في الشارع المؤدي لمقر السفارة لتأمينها، في حين قررت نيابة قصر النيل حبس 31 شخصا ممن تم القبض عليهم أمس في أحداث الشغب التي وقعت في محيط السفارة الأميركية أربعة أيام على ذمة التحقيق. الالآف تظاهروا بالإسكندرية مطالبين بمحاكمة منتجي الفيلم المسيء وفي مدينة الإسكندرية (شمال) أفاد مراسل الجزيرة نت بأن الآلاف احتشدوا في مليونية "إلا رسول الله" التي دعت إليها عدة قوى وأحزاب سياسية وإسلامية في صدارتها جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية للتنديد بالفيلم المسيء للرسول والمطالبة بمحاكمة منتجيه والمشاركين فيه. وعقدت القوى المشاركة في التظاهرات مؤتمرا أمام ساحة مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة أعلنوا فيه شجبهم للفيلم المسيء وإدانة أي تجاوز بحق الأديان والمقدسات والرموز الدينية، مطالبين بوقف عرضه بالإضافة إلى تقديم اعتذار واضح من الإدارة الأميركية ووعد بعدم السماح بالإساءة إلى المقدسات مرة أخرى. وفي اليمن قال مراسل الجزيرة إن قوات الأمن قامت بتفريق مظاهرة أمام السفارة الأميركية بصنعاء، وأطلقت الرصاص في الهواء واستخدمت خراطيم المياه المضغوطة. وقد خرجت مظاهرات في عموم المدن اليمنية في جمعة سميت "رسول الرحمة والسلام" للتنديد بالإساءة للإسلام. وكان أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 41 بجروح واختناقات أمس الخميس، وذلك خلال محاولة متظاهرين محتجين على الفيلم المسيء اقتحام السفارة الأميركية في صنعاء. ومن جانبه، قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اعتذارا للرئيس أوباما والشعب الأميركي إثر مهاجمة السفارة. محتجون غاضبون يحرقون العلم الأميركي في مدينة طرابلس شمال لبنان (رويترز) مواجهات بلبنان وفي لبنان، قتل متظاهر في مواجهات بشمال لبنان بين قوى الأمن وإسلاميين، وأفاد مراسل الجزيرة أن متظاهرين قاموا بإضرام النار في فرع لسلسلة مطاعم أميركية للوجبات السريعة في مدينة طرابلس. وفي مدينة صيدا بالجنوب تظاهر المئات مرددين شعارات تندد بكل من شارك في الفيلم المسيء وتشدد على أن الحرية لا تعني الاعتداء على المشاعر الدينية لمن ينتمون إلى ديانات أخرى. وفي قطر خرج المتظاهرون بمسيرة بعد صلاة الجمعة باتجاه السفارة الأميركية وذلك تلبية لدعوة من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رددوا فيها شعارات مناهضة للفيلم المسيء كما رفعوا لافتات تطالب بطرد السفير الأميركي، في ظل حضور أمني كثيف مع تشديد الحراسة حول محيط السفارة الأميركية. وفي إيران تظاهر المئات في طهران عقب صلاة الجمعة، ورددوا شعارات تهاجم الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ودعوا إلى حماية الدين الإسلامي والرسول محمد عليه الصلاة والسلام من الحملات التي يتعرض لها. ووجه مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي رسالة إلى الشعب الإيراني اتهم فيها الصهيونية والإدارة الأميركية بإنتاج الفيلم المسيء، وأضاف بأن على الساسة الأميركيين معاقبة مرتكبي هذه الجريمة إن كانوا صادقين إزاء عدم علاقتهم بهذه القضية. مطالب بالقصاص في إندونيسيا تظاهر المئات بالعاصمة جاكرتا أمام السفارة الأميركية تنديدا بالفيلم المسيء، وطالبوا في بيان لهم بالقصاص من منتجي الفيلم. المتظاهرون في إندونيسيا طالبوا بالقصاص من المشاركين في الفيلم المسيء (رويترز) وكانت بعض المواقع كيوتيوب وغوغل قد استجابت لطلب الحكومة الإندونيسية بحجب الصفحات المعروض عليها الفيلم، وشددت الرئاسة الإندونيسية على استنكارها ورفضها لأي مساس أو إساءة للأديان، مؤكدة في الوقت نفسه على أن التعبير عن الرفض يجب ألا يصل إلى حد قتل أشخاص لا علاقة لهم بإنتاج الفيلم. وفي ماليزيا تظاهر العشرات بعد صلاة الجمعة أمام السفارة الأميركية في كوالالمبور احتجاجا على الفيلم المسيء. وحذر الحزب الإسلامي (باس) الذي دعا للمظاهرة من عواقب وخيمة ما لم يُعاقَب المسؤولون عن إنتاج الفيلم. كما طالبت الحكومة والمعارضة الماليزية بمحاكمة المسؤولين عن إنتاج الفيلم وعدم استغلال قوانين الحريات بهدف ازدراء الأديان، ودعا الحزب الحاكم في ماليزيا الشباب إلى التعبير عن رفضهم للإساءة للإسلام بالتظاهر السلمي.