حسمت شرطة الطائف عصر أمس، مصير سجين أبها الهارب منذ أسبوعين، بإلقاء القبض عليه بعد تحديد مخبئه قرب وادي قرن، وعقب مطاردات استمرت أكثر من 18 ساعة بدأت منذ مغرب أمس الأول. وسقط في المطاردة أربعة من رجال الأمن مصابين بجروح متوسطة، في أعقاب وابل من الرصاص من رشاش بحوزة المتهم، صوب نيرانه تجاه رجال الأمن داخل حي مثملة، الذين استمروا في مواجهته حتى تم القبض عليه، واتضح أن برفقته شخصا آخر. وأكد الملازم أول سليم بن شرف الربيعي الناطق المكلف لشرطة الطائف أنه بعد توفيق الله ثم التنسيق بين الأجهزة الأمنية، تم إلقاء القبض أمس الأول على السجين المدان بجريمة قتل، الذي تمكن من الفرار من سجن أبها ويدعى (علي محمد القحطاني)، مشيرا إلى أنه تم إيقافه تمهيدا لترحيله إلى إدارة سجون منطقة عسير. ونجحت شرطة الطائف بقيادة اللواء مسلم الرحيلي من إخراج الهارب من وسط السكان والأهالي إلى وادي قرن ليتم التعامل بما يستوجبه الموقف لتأمين حياة المواطنين، حيث حرص المطلوب على التخفي في أحياء سكنية عدة، للتواري عن الأنظار من ناحية، وعلى أمل عدم التمكن من القبض عليه في أية مواجهة من ناحية أخرى، في ظل احتمائه بالأهالي في الحي واتخاذه إياهم كدروع بشرية، لكن خبرة رجال الأمن في مثل هذه المواجهات، مع تأمين حياة الأهالي، أجبرته على الخروج من المخبأ، ومن ثم إلقاء القبض عليه. وحسب المعلومات التي نشرتها جريدة «عكاظ»، فإن المتهم استخدم خلال تنقلاته بين الأحياء سيارتين؛ الأولى من نوع كورولا موديل 2008م، والثانية هايلكس موديل 1982م اغتصبها من سائقها تحت تهديد السلاح، وهرب بها، فيما نجا سائقها، وتحفظت شرطة الحوية على السيارة. وجاءت عملية تحديد موقع المتهم، بعد جهود بذلها رجال البحث، الذين حددوا موقعه في حي مثملة، بعد مغرب أمس، وتمت محاصرته إلا أنه لم يستسلم، وبادر بإطلاق النار من الرشاش الذي بحوزته، بشكل عشوائي، قبل أن يفر بسيارة كورولا، كانت متوقفة بجانب استراحة سكنية، بعد أن تمكن من تشغليها، ليهرب بها ورفيقه إلى منطقة الورش التي تبعد نحو 300م، قبل أن يتوقفا في شارع منزوٍ. وبعد ملاحقة مستمرة من رجال الأمن، بادر مجددا الهارب ورفيقه بإطلاق النار، ليترجلا هذه المرة، ويتوجها إلى حي الصناعية المأهول بالسكان، مفضلين الناحية الجنوبية الملاصقة للورش، وعندها تواريا عن الأنظار، فيما أحكمت الجهات الأمنية الحصار على الحي واحتاطت لعدم مواجهتهما حفاظا على الأهالي، ولمنع وصول أي طلقات عشوائية منهما لهم. وكثفت شرطة الطائف عمليات البحث وتمشيط المنطقة، وتم فرض أطواق أمنية على الأحياء التي مر بها الهارب ورفيقه، وكذلك الطرق والشوارع الداخلية، حفاظا على سلامة الأهالي، حيث تم زرع نقاط أمنية تفوق ال40 نقطة، كما تمت الاستعانة بقوات الطوارئ بالمحافظة بقيادة العقيد عبدالرحمن عبدالله الشمراني، فيما علمت «عكاظ» أنه تمت الاستعانة بطائرة عمودية، شوهدت وهي تجوب سماء المنطقة في سبيل تحديد موقع الهارب، وبالفعل نجحت في تتبع أثره ومعرفة وجهته إلى وادي قرن بعد أن تجاوز عددا من الأحياء السكنية، حيث فضلت الجهات الأمنية تأخير مواجهته حفاظا على سلامة الأهالي. وكان المتهم يرتدي وزميله ثوبين يميلان للون الأسود، فيما كان المتهم حافي القدمين، ويحمل رشاشا علقه على كتفه، ليصوبه تجاه مواطن كان يقود مركبته من نوع وانيت غمارتين اخترقت طلقاته الزجاج الخلفي في محاولة يائسة منهما للحصول على سيارته التي نجا بها المواطن، وما زالت تقبع لدى شرطة الحوية. وكشفت المصادر أن الهارب وصل في ساعات الصباح الأولى إلى سوق الأغنام وتمكن من اغتصاب سيارة من نوع وانيت (هايلكس)، من وافد أجبره على النزول منها بتهديد السلاح، لينزوي بالسيارة المغتصبة إلى عبارة الواسط في طريقه إلى الحي المستهدف، وأفادت المعلومات انه اختفى في حي ريحه الجديد متوجها إلى وادي قرن. من جانبه أوضح (م. ق) الذي أبلغ الجهات الأمنية، أنه شاهد المتهم بالقرب من منزله بحي الصناعية عند آذان الفجر خلال توجهه لصلاة الفجر، حيث شك في الشخص المجهول الذي يرتدي ثوبا يميل إلى اللون الأسود، وهو يهرول على قدميه إلى الشارع المقابل، ويشير إلى زميل له كان يقف بجوار منزله من الناحية الشرقية: «وكان في حالة (هيجان) ويرتدي رشاشا على كتفه، حيث كان يتلقى توديعات مرافقه، الأمر الذي جعلني أشك في التصرفات، وعرفت أنه هو السجين الهارب، لكنني -خشية على أبنائي- تراجعت على الفور عائدا للمنزل، وسارعت بإبلاغ الجهات الأمنية التي وصلت إلي في الحال». وأشار إلى أنه خلف منزله ممر ضيق، في نهايته تقف سيارة إسعاف خربة، كانت تستخدم قديما في نقل المرضى التابعين لمستشفى أهلي، مرجحا أن يكون المتهم ورفيقه قضيا ليلتهما داخل تلك السيارة، حيث شوهدت لاحقا آثار أيادي شخصين على زجاجها الخلفي وكأنهما كانا يحاولان إزاحة ستارة النافذة للمتابعة. وبين الرجل أن هناك آثار إطلاق نار على السيارة الكورولا، التي كان يستقلها الهارب ورفيقه. يذكر أن السجين الهارب الذي يواجه حكما بالقصاص في جريمة قتل، فر قبل أسبوعين من سجن أبها الذي دخله في نهاية شعبان الماضي، بعد أن قص نافذة السجن، مستخدما آله حادة، ليتم مهمته حسب المعلومات في أربعة أيام، تمكن بعدها من الهرب. وكان العقيد الدكتور أيوب بن نحيت الناطق الرسمي للسجون في المملكة أوضح في تصريح صحفي سابق أنه تم تشكيل لجنة أمنية خاصة من أصحاب الاختصاص لمباشرة التحقيق في هذا الشأن، لتحديد المسؤولية والأسباب الحقيقية التي أدت إلى الهروب.