أكد الجندي السابق في قوات البحرية الأميركية كريس كيل، أنه لا يفخر بما قام به خلال سنوات عمله بالجيش. وقال هذا الرجل الذي كان يعمل قناصا في الجيش الأميركي بالعراق، وقتل 260 شخصا منهم 160 مؤكدون رسميا من قبل وزارة الدفاع الأميركي ال(بنتاغون)، وحصل على وسامين فضيين من حكومته، إنه يرى ان احتلال الجيش الأميركي للعراق كان صائبا، وكان قد ألّف كتابا عن هذه الحرب بعد انتهاء خدمته فيه. وأجرت معه مجلة «تايم» الأميركية اللقاء التالي: ألفت كتابا بعنوان «قناص أميركي»، هل عادة يعلن رجال المهام الخاصة عن أنفسهم كما تفعل الآن؟ أنا لا اريد الافتخار وتمجيد ما فعلت، ولم اضع رقم الأشخاص الذين قتلتهم بالكتاب، لكن أردت ان أوضح مدى التضحيات التي قدمتها عائلات الجنود. الرقم معروف وهو 160 مؤكدون رسميا من قبل وزارة الدفاع، إضافة الى 100 آخرين، فأنت قتلت أكبر عدد من الأشخاص في تاريخ الجيش الأميركي، ما الذي يعنيه ذلك لك؟ عندما تقتل شخصا ويسقط على الأرض يجب أن يكون معك شاهد، ليؤكد انه قتل، ويحدد الزمان والمكان البندقية التي تم استخدامها، والمسافة التي أطلقت النار عليه منها، وما الذي كان يفعله، وماذا كان يرتدي. ما الذي يدور في ذهنك، عندما تقتل شخصا؟ في أول مرة تكون غير واثق بأنك قادر على القيام بذلك، لكنني لا أنظر إلى هؤلاء الناس الذين أقتلهم كبشر، ولا أتساءل إذا كان لديهم أسر، وإنما كل ما أريد فعله هو الحفاظ على زملائي العسكريين في أمان. قتلت امرأة مع طفلها في الناصرية، لأنها كانت تحمل قنبلة يدوية، لكنك لم تقتل طفلا في مدينة الصدر كان يحمل «آر بي جي» ما السبب؟ حسب قواعد الاشتباك في ذلك الوقت، يمكن أن تقتل أي شخص تراه، ومعه قاذف «آر بي جي»، لكن ذلك الطفل لم استطع قتله، وربما يعود لقتالنا عندما يصبح يافعا. يعمد بعض القناصين إلى إطلاق النار على الهدف وعدم قتله، من أجل قتل الأشخاص الذين يأتون لمساعدته، ما رأيك في ذلك؟ أنا لم أفعل ذلك، ويجب عدم ترك الهدف حيا بانتظار قدوم من يساعده لقتله ايضا، فحسب الشريعة الاسلامية يجب دفن الميت قبل غياب الشمس، وإذا قتل ليلا قبل ظهور الشمس. كيف ترد على من يقول إن تاريخك العسكري يجعلك شخصا عنيفا ومتعطشا للدماء؟ في الواقع أنا لست كذلك، فأنا لديّ عائلة وأصدقاء، نعم تم تدريبي لأن أكون عدوانيا عند الحاجة. بتحفظ شديد، يمكننا القول إن الحرب كلفت 824 مليار دولار، و4484 جندياً أميركياً، وأكثر من 200 ألف عراقي، هل تستحق هذه الحرب كل هذه التضحيات؟ نعم، وأنا لا أريد أن أقلل من شأن حياة جنودنا الذين فقدناهم، لكننا فعلنا الشيء الصحيح في العراق. ما رأيك إذا تحوّلت إلى شخص لا يجيد إلا القتل؟ أدرك أن هذا ليس صحيحا، فأنا زوج وأب أفضل من كوني قاتلا، وأنا مرتاح جدا، لكوني لا أشعر بالحاجة إلى قتل أحد.