قال د.محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر إن مصافحته للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز على هامش فعاليات مؤتمر الحوار الدولى الذى عقد بمقر الأممالمتحدة بنيويورك مؤخرا كانت "عابرة" وأنه صافحه دون أن يعرفه. وجاء هذا التصريح بعد بيان أصدره مكتبه بأن "صورة المصافحة التي نشرتها بعض المواقع الالكترونية صحيحة وليست مزيفة، إلا أنها حدثت دون ترتيب و تمت بشكل تلقائي دون أدني إعداد وفي سياق غير ما وظفت فيه". وأشار البيان إلى أنها "جاءت عقب دعوة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة لتكريم أعضاء الوفود المشاركة في مؤتمر حوار الأديان بأمريكا، وأن عدداً كبيراً من الحاضرين جاءوا لمصافحة شيخ الأزهر، وكان من بينهم شيمون بيريز، وأن شيخ الأزهر قد تفاجأ به أمامه، كما أنه لم يكن لديه سابق معرفة ببيريز، وأن الأمر لم يستغرق مجرد ثوان". وقال د.طنطاوي شيخ الأزهر "هو مافيش غير شيمون بيريز. أؤكد أننى صافحته دون ان أعرفه أو أعرف شكله، وأن هذه المصافحة كانت "عابرة ،عابرة ،عابرة " لأننى لا أعرفه أصلا". وأضاف طنطاوى "كنت أقف فى حفل حضره عشرات الرؤساء على هامش اجتماعات مؤتمر الحوار بنيويورك، وأصافح كل من يمد يده إلىّ ليصافحنى، وكان من بين هؤلاء شيمون بيريز الذى لم أكن أعرفه، وصافحته مثل غيره بصورة "عابرة" تماما دون أن أعرفه مطلقا". وتساءل طنطاوى "هل مصافحتى لشيمون بيريز هى التى ستحل القضية الفلسطينية أو تعقدها، وبافتراض أنني كنت أعرفه، هل كفرت بهذه المصافحة". واتهم من يقومون بالترويج ونشر صور مصافحته لشيمون بيريز بأنهم "مجموعة من المجانين". وقال: من يسعون لعمل ضجة كبيرة على مصافحتى "العابرة" لبيريز، من الأفضل والأولى أن يركزوا على قضية الحجاج الفلسطينيين الذين لايستطيعون الوصول الى الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج بسبب الخلافات بين الفصائل الفلسطينية التى تحول دون ذلك". وأضاف "اللى بيعملوا هذه الضجة بيعملوها على أيه ؟.. دول جماعة فاضيين". من جهته قال رئيس مكتب شيخ الازهر د عبد النبي فراج : اللقاء لم يكن متعمدا، فقد جاء بيريز ضمن مجموعة لمصافحة الشيخ خلال حفل الاستقبال الذي عقد للوفود المشاركة في مؤتمر حوار الأديان، ومن ثم التقط أحد الصحفيين صورة المصافحة. وأضاف: بعد ذلك أكد لي الشيخ أنه لم يكن يعرف أنه شيمون بيريز ولم يتبين ملامحه، عندما تقدم إليه ضمن آخرين، وصافح الجميع بحرارة ليظهر سماحة الإسلام. وقال فراج إن الشيخ طنطاوي لم يعرف بأمر صورة المصافحة إلا بعد نشرها وأنه أصدر بعد ذلك بيانا لتوضيح حقيقتها وملابساتها وتجنب الاتهامات الباطلة من البعض، مؤكدا أنه لم يتلق أي مطالبات رسمية بالاعتذار عن هذه المصافحة للمسلمين والفلسطينيين. واتهم د.عبد النبي فراج "الاخوان المسلمين بأنهم سبب الضجة، وهم الذين حركوا الأمر وصعدوه عبر المتحدث الاعلامي لكتلتهم في البرلمان د. حمدي حسن الذي قدم بيانا عاجلا في مجلس الشعب لرئيس الوزراء حول الصورة مطالبا شيخ الازهر بالاعتذار. وأضاف "أن مطلب الاعتذار في حد ذاته غير منطقي فمن الناحية الشرعية قام الرسول صلي الله عليه وسلم بالتعامل مع اليهود، كما أن شيخ الأزهر كان في مؤتمر، ولم يكن في معركة حربية وبالتالي ليس من المطلوب منه أن يأمر بطرده من المكان أو المؤتمر". وكان الأمين العام لكتلة الإخوان في مجلس الشعب المصري (البرلمان) د. حمدي حسن قدم بيانا عاجلا إلى رئيس مجلس الوزراء في الأسبوع الماضي حول ما وصفه بالمصافحة "الحميمة بين شيخ الأزهر والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في مؤتمر حوار الأديان بنيويورك". واعتبرها "إهانة بالغة للشعب المصري والعربي والاسلامي، ولكل شهداء غزة المحاصرين الآن بفعل غلق إسرائيل لجميع المعابر". وأثارت أزمة وجدلا في مصر حيث طالب اقطاب العمل السياسي ورموز المعارضة بعزل شيخ الأزهر من منصبه، وطالب آخرون بتنظيم حملة شعبية تطالبه بالاستقالة.