الصحف الإلكترونية بين الكثرة وحب التملك . في السابق .. أي وقبل العشر سنوات تقريبا , كانت قد ظهرت لنا طفرة لم تكن إلا جديدة علينا كليا , من حيث التعامل أو التفاعل معها , إذ أخذت وفي بداية عصرها السابق لأن تظهر و تبوح إلى الفضح أو للمحاربة أو للقضاء على الفساد بشتى أنواعه وبتعدد أشكاله لكشفه وفضحه أو أو الخ , حيث كانت تسمى تلك الطفرة بعالم المواقع الإلكترونية , وبالأصح أو تحديدا منها بعالم المنتديات , سواء أكانت المتخصصة منها أو المتنوعة أو حتى الجريئة والمعنية بحل ومعالجة المشاكل أو في إظهار الحقائق ليس إلا , فتفاعلت معها آنذاك الكثير من القضايا والتي عولجت منها وتغيرت بسببها الكثير من الأمور , بل لأن تكون مصدر قلق وتخويف وتأديب قبل أن تكون مصدر إشهار وتطفيش وتعقيدا من كل النواحي . إن أسس وأهداف وبداية ظهور هذه المنتديات ( وتحديدا البعض منها ) في العصر السابق أو القديم لها , لم تبنى إلا تحت مضلة وغطاء ممن قد وقفوا خلفها , فلم يكونوا إلا من المؤسسين لها لأن تكون عائلية الصنع والتأسيس وبعقليتهم المغلقة والمتحجرة , كذلك لأن تكون محلاة بالعنصرية وبالديكتاتورية الزائدة , إذ كانت تعمل وتسير بكافة نهجها على ما يخدم أولا وأخيرا مصالحها , حتى وإن كانت تعمل على نهج قويم لهذا فهي لم تدم طويل أو تعمر أو لأن تظهر لنا مرة أخرى وتبقى إلى يومنا هذا والحالي , وحتى وإن بقيت أو مازالت فلن ولن تدوم لأكثر من ذلك , أو لأطول عمر لها مهما حصل , لأنها أصبحت قديمة الاستخدام لتتحول بعدها إلى منسية للأبد . وأما اليوم , وفي عصرنا الحالي , فقد ظهر البديل والجديد عن هذه المواقع الإلكترونية وبخاصة المنتديات مثل مواقع التواصل الاجتماعي المشهورة والمعروفة والتي اشتهرت بالمرونة في الاستخدام , وفي التعامل معها دون أي تقيد أو تعقيد أو خوف منها , لأنها أصبحت سهلة وسريعة جدا في إيصال أو استقبال المعلومة والخبر , وكذلك في سهولة ومرونة التواصل بين الأعضاء المسجلين فيها , لأن تكون حلقة وصل وترابط قوي ومتين بين الجميع تبعا وباختلاف وتنوع الأماكن واللغات والجنسيات وكذلك بتنوع واختلاف الطبقات . لهذا .. وما قد لاحظناه اليوم , أو حتى غيري ربما قد لاحظ ذلك , وهو بكثرة وإنشاء وظهور الصحف الإلكترونية , حيث أصبح ( البعض منها ) عائلية الصنع , أي قد نجد بكل من فيها من كتاب فمحررين فإدارة كلهم من عائلة واحدة إلا ما شاء الله , لهذا فلن تنجز هذه الصحيفة ولن يطول أمدها , والسبب في ذلك يعود لأصحابها الحاليين والذين قد ورثوا العنصرية والديكتاتورية وحب الظهور والنفاق من المنتديات السابقة بعصرها القديم , لينقلوها الآن بل وأصبحوا يطبقوها لعصر الصحف الإلكترونية والتي تظهر في عصرنا الحديث , وبرغم كثرتها إلا أنها تعكس تماما أو بخلاف غالبيتها أو البعض من هذه الصحف , والتي أصبحت بل ومازالت وإلى يومنا الحالي تتسم بالشفافية والمصداقية , وبالتطور والإبداع والسرعة في نقل الخبر , ذلك لأنها قد بعدت كل البعد عن الجو العائلي المحيط بها أو بمعنى أصح الجو الإمتلاكي , لذا فربما قد يطول عمرها بعكس غيرها تماما ممن قد أرادوا البقاء على حالهم دون أي فائدة أو تعلم من الماضي القديم لأن يكونوا اليوم حديثي الصنع وقديمي المنشأ والتفكير . سامي أبودش كاتب سعودي .