في الآونة الأخيرة ظهرت لنا الكثير من فرق الاستعراض , وهي عبارة عن مجموعة من الأطفال ( بنات مادون سن البلوغ ) , يتراقصن ويتمايلن يمينا ثم يسارا , على تغاريد الأناشيد وألحان الكلمات والتي ربما لا تجدي نفعا و لا تشكل إلا تفاهة في معناها أو محتواها . وهذه الفرق الاستعراضية والتي يقف خلفها إما مؤسسين أو منضمين أو داعمين لها , لم يلتزموا في تطبيق الحقوق الدولية والمعترفة للطفل , وماهي الواجبات المشروعة لأن يتم توفيرها له من حيث المحافظة عليه وعلى كرامته ودون أي خدش لحيائه , فلم يظهروا لفرقتهم بالطابع التقليدي أو المعتاد أو بالحياء العام , من حيث مظهر وملبس هؤلاء الأطفال والذي أصبح بلا رقابة , ومن دون أن يخفى عن أعين الجميع ليكون مصدرا للفتن والإثارة والإغراء , كذلك استعراضا لأجسادهن البريئة ورخصها , وليس استعراضا لمواهبهن , ليوحي مستقبلا بظهور أمور , أوبالتفكير الجدي عن ما قد يخبأه لهم من خبايا قد لاتحمد عقباها . إن كل ما يدور وخلف كواليس هذه الفرق الاستعراضية أشبه بالأمور الخفية , وبرغم من دعوتهم لصنع وتبني الموهبة للطفل و إظهاره بالمظهر الجيد , بحجة أنها موهبته وفي عصر الانفتاحية , أو بأن ذلك يشكل براءته الحقيقية وهو في الأصح قد يشكل بداية مخيفة لنهاية تعيسة , فأين هم أولياء أمورهم ؟ وأين أهاليهم عنهم ؟ ألا يعلمون جيدا بحقيقة بناتهم صغار السن ؟ أو حتى بمتابعتهم أولا بأول وخاصة وإن كانت هذه الفرق تسافر إلى كل مدينة أو بلد ؟ لهذا فإننا لا نمانع أو نعارض لموهبة هؤلاء الأطفال , كذلك فلسنا لمن يدفنون مواهبهم أو يتم إهمالها , ولكن نحن نمانع ونعارض لكل من يقفون خلفهم أو خلف هذه الفرق أو الكواليس لأنهم ( رجالا وليسوا بنساء ) , خاصة و بأن هذه الفرق الاستعراضية هم أطفالا ( بنات قبل سن البلوغ ) فكان من الأولى والأفضل وحفاظا عليهم وعلى كرامتهم و مشاعرهم كأطفال أولا وكبنات صغيري السن ( ما قبل البلوغ ) ثانيا , لأن يكون تعليمهم وتدريبهم من قبل النساء , وليس وكما هو عليه الآن من قبل الرجال , وأن يتم تخصيص هذه الفرق للقسم النسائي فقط , بعكس الأولاد فيخصصون للقسم الرجالي . فالانفتاحية ليست باستغلال الأطفال لمواهبهم البريئة , ولكن الانفتاحية لأن نغلق لكل ما قد يتسبب في ظهور أي فتنة قد تسير بنا في غير المسار الصحيح , مثل جنس الأطفال , أو اغتصابهم أو استغلالهم أو المتاجرة بهم , فجميعها لا تعترف أو تحدد بأي عمر , فالانفتاحية الحقيقية تكتمل في تربيتهم التربية الصحيحة والحفاظ عليهم , وتقديمهم في أفضل صورة تعبر عن قيمنا وعادتنا , وتقاليدنا الجميلة , والتي توارثناها من أبائنا وأجدادنا . وأخيرا وهو تمني ولا اعلم والعلم عند الله لأن يتم تحقيقه أولا , وهو إعادة هيكلة وتكوين وتنظيم لكل هذه الفرق الاستعراضية , خاصة والتي تمثل هؤلاء الأطفال ( بنات ما قبل سن البلوغ ) , وفي مراقبتها وتطويرها , لأن تكون فرقا تؤدي بدورها الحقيقي والهادف لكل مشاهد لها , من دون أي خدش لحيائها أو فتنة قد تسببها , كذلك لأن يتم الوقوف عليها من نساء أكفاء يفهمون عن كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال , لأنهم وقبل كل شي أمانة في أعناقنا .. أو يتم إيقافها وبشكل فوري وعاجل وحتى لا يقع الفأس في الرأس والله من وراء القصد . سامي أبودش كاتب سعودي . www.facebook.com/samiabudash