انشرحت الصدور ، وانطلقت التهاني هنا وهناك لكل من أدرك رمضان ، وتسابق الناس كباراً وصغارا،ذكوراً وإناثا إلى المساجد للقيام والدعاء وقراءة القرآن والذكر والعبادة ، فهنا مصلٍ وهناك داع وثالث يقرأ القرآن ورابع باك متضرع،وآخر متصدق و. . و. . و . . الخ ارتفع الإيمان وزاد،وظهر التصافي والتزاور واللقاءات بين الناس،وحرص الكثير على استغلال كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك ، ولكن هناك الكثير من الناس محرومون ليس لهم من تلك الفضائل شيء،ولا من تلك المكرمات نصيب،فلا تصافي ولا سلامة صدر تجاه المسلمين بل هو الغل والحسد والكراهية،ليس لهم في الصلاة والقيام بل البعض يفرط حتى في الفرائض مع الأسف فيجمعها أو يقضيها خارج وقتها ودائماً بسبب النوم أو غيره،وليس لهم من الصيام إلا الجوع والعطش،نعم صاموا عن الطعام ولكن لم تصم ألسنتهم عن الغيبة والنميمة وقول الزور والكذب والمراء،ولم تصم أعينهم عن الحرام بل هم معتكفون أما م قنوات اللهو والفساد ، ولم يصوموا إلا عن الطعام والشراب،فهؤلاء محرومون حرموا أنفسهم من فضائل هذا الشهر الفضيل الذي قد لا يعود على الكثير منهم فإلى متى لم يرعوو ؟؟! كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بين أهل وجيران وخلانِ أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ *** حيّاً فما أقرب القاصي من الدانِ هل تأمل أولئك حال الكثير من الناس الذين أدركهم رمضان وهم على الأسرّة البيضاء أو من هم في خوف وفزع أو من هم في حروب وكوارث ومن غاب لديهم الأمن والإيمان أو من هم قد فارقوا الدنيا ولن يتمكنوا من رمضان ليستغلونه فيما يقربهم من الله تعالى،هل عرف هؤلاء ما بهم من نعمة ؟ ورعوها حق رعايتها فعرفوا أهميتها واستغلوا أعمارهم فيما يقربهم من ربهم سبحانه ؟؟! بادر الفرصة واحذر فوتها *** فبلوغ العز في نيل الفرص واغتنم عمرك إبّان الصبا *** فهو إن زاد مع الشيب نقص وابتدر مسعاك واعلم أن من *** بادر الصيد مع الفجر قنص عبد الله عوبدان الصيعري