إن أعمار هذه الأمة قصيرة ومن فضل الله عليها أن جعل لها مواسم خيّرة وأوقات فاضلة تضاعف فيها الحسنات وتمحى السيئات،تقال فيها العثرات وترفع الدرجات،فمن تلكم المواسم المباركة: شهر رمضان الكريم فهو أفضل الشهور ولا يحرم من خيره إلا محروم،رمضان شهر الصيام والقرآن،شهر الرحمات والنفحات،شهر الجود والإحسان،بدخوله يتغير كل شيء في الكون بل يحصل التغير حتى في الآخرة فالجنة تزيّن،وأبواب النار تغلق،بدخوله تصفد الشياطين،وينادي منادي: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة،وفيه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر،من خرج رمضان ولم يغفر له رغم أنفه،ما أعظم خسارته وما أقبح تفريطه. يا من منّ الله عليك وبلغت رمضان ماذا أنت فاعل؟ أما علمت أن رمضان الماضي أدركه ملايين من الناس ولكنه عاد الآن وهم تحت أطباق الثرى؟! وهذا رمضان سوف يعود ولن يدركه ملايين من الناس فهل تضمن نفسك أن لا تكون ضمن تلكم الجموع المغادرة؟! إذن اجتهد وأر الله من نفسك خيراً فإن كان في العمر بقية فذلك فضل الله وفسحة لك في أجلك علّك أن تحسن عملك وتقرب من ربك وإن مضيت مع من سيمضي فتكون قد قدمت لنفسك عملاً مرضيّا. اجتهد في قراءة القرآن وفي صلاة التراويح فمن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة فلا تحرم نفسك،واجتهد في الصدقة والعبادة وكل عمل يقربك من ربك فإنما الربح والخسران في العمل،واحذر أن يتسابق الأخيار في الأعمال الفاضلة فيحوزوا أعلى المنازل وأرقى المراتب وأنت راوح مكانك أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد هناك أقوام يصومون عن الطعام والشراب ولكنهم لم يصوموا عن الوقوع في أعراض الناس،هناك أقوام يصومون ويضيعون الصلاة وأقوام يصومون ويصلون ويجتهدون ثم يسهرون على القنوات الفاضحة موسيقى ونساء كاسيات عاريات وكلام هزيل حقير وغير ذلك من التفاهات. هناك أقوام يصومون لكن قلوبهم ممتلئة بالغلّ والحسد والحقد والشحناء والقطيعة والعقوق وإضاعة الحقوق! فهل ينتهي أقوام عن تفريطهم قبل فوات الأوان وحلول الخسران ؟. عبد الله عوبدان الصيعري - شرورة