يحقق المتمردون في ليبيا في اغتيال قائدهم العسكري عبد الفتاح يونس بينما قصفت طائرات حلف شمال الاطلسي فجر السبت بقنابل عالية الدقة ثلاثة مراكز ارسال تابعة للتلفزيون الليبي بهدف "اسكات صوت العقيد القذافي". وقال علي الترهوني المسؤول عن العلاقات الاقتصادية في المجلس الوطني الانتقالي ان "المجلس شكل لجنة للتحقيق وسننشر كل وقائع هذه التحقيقات". وقتل اللواء يونس الخميس على ايدي مجموعة مسلحة بعد ان كان استدعي الى بنغازي للتحقيق معه في مسائل عسكرية. وكان يونس من الموالين المقربين للعقيد معمر القذافي لكنه انتقل بسرعة الى صفوف حركة التمرد لدى اندلاعها في شباط/فبراير الماضي. وهو ينتمي الى قبيلة العبيدي ويتحدر من شرق البلاد حيث يعتبر مرفأ طبرق موطن هذه القبيلة. وقال الترهوني انه عثر على جثة يونس الممزقة بالرصاص والمحترقة جزئيا في وقت مبكر من الجمعة قرب بنغازي لكن المجلس الوطني الانتقالي ابلغ بمقتله الخميس عند اعتراف رئيس الميليشيا التي قتلته. واضاف ان "رئيس الميليشيا مسجون حاليا"، موضحا ان بعض المنفذين الذين ينتمون الى كتيبة ابو عبيدة بن الجراح على حد قوله، سيتم توقيفهم. لكنه اكد ان دوافع القتل غير واضحة. وقال "لا نعرف لحساب من يعملون". وكان مسؤول كبير في التمرد الليبي قال الجمعة ان معمر القذافي اضطلع بدور في اغتيال يونس. لكن نظام القذافي اتهم مساء الجمعة تنظيم القاعدة بالوقوف وراء اغتيال القائد العسكري للثوار. وقال المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم خلال مؤتمر صحافي في طرابلس ان "تنظيم القاعدة بهذا الفعل اراد ابراز حضوره ونفوذه في تلك المنطقة" من شرق ليبيا والتي يسيطر عليها الثوار الذين يقاتلون قوات القذافي. واضاف ان "باقي اعضاء المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) كانوا على علم بذلك ولكنهم لم يكونوا قادرين على التحرك لان القاعدة ترعبهم". وشارك نحو الف شخص الجمعة في بنغازي في تشييع اللواء عبد الفتاح يونس. وافادت صحافية من فرانس برس ان الحشد الذي تجمع امام قصر العدل في بنغازي اطلق هتافات ان دمه لن يذهب هدرا. وقال فرج درباق (51 عاما) الذي كان يشارك في التشييع "صدمنا باغتياله لانه كان قائدا مهما، وكل المسؤولية تقع على القذافي". من جهته قال محمد الربعي (21 عاما) الذي يعمل مهندسا ان يونس كان "مكسبا كبيرا لنا لانه عمل طويلا مع القذافي وكان يعرف الجيش". من جهة اخرى اعلن الحلف الاطلسي في بيان فجر السبت انه شن "غارات جوية على ثلاثة مراكز للارسال الفضائي تابعة للتلفزيون الليبي (...) بهدف منع العقيد القذافي من استخدامها لتخويف شعبه والحض على القيام باعمال عنف ضد شعبه". واضاف الناطق باسم الحلف الكولونيل رولان لافوا ان "هذه الغارات استخدمت قنابل موجهة". وتابع "نقوم بتحليل النتائج"، مؤكدا ان "تدخلنا كان ضروريا لان النظام يستخدم التلفزيون لقمع المدنيين والقذافي يعتمد على خطبه المتلفزة لبث الكراهية بين الليبيين وتعبئة انصاره". وقال لافوا "قمنا بتحركنا طبقا لتفويضنا الذي يهدف الى حماية المدنيين"، موضحا ان "العملية اعدت بعناية لتجنب سقوط ضحايا وبنية عدم تدمير كل البنى التحتية للتلفزيون الليبي". واكد الناطق باسم الحلف في بيانه ان "الضربات استهدفت اللواقط الفضائية لخفض قدرة النظام على قمع السكان بدون حرمان الليبيين من البنى التحتية للتلفزيون التي ستكون ضرورية بعد انتهاء النزاع". وكان التلفزيون الرسمي قال في خبر عاجل فجر السبت ان "عدوان الناتو الصليبي قصف قناة الجماهيرية الفضائية في محاولة للنيل من عزيمة الشعب الليبي الصامد (..) واسكات صوت الحقيقة". من جهتها نقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية عن مصدر عسكري قوله ان "الناتو الصليبي الاستعماري" التسمية التي يستخدمها النظام الليبي للاشارة الى حلف شمال الاطلسي "قصف مواقع مدنية بمدينة طرابلس في الساعات الاولى من صباح اليوم السبت وذلك ضمن عملية الابادة الجماعية الممنهجة والجرائم ضد الإنسانية التي يشنها ضد الشعب الليبي". واضاف ان "الصليبيين يستهدفون القدرات والامكانيات البشرية والمادية للشعب الليبي بهذا القصف المتواصل". واشار الى ان "الشيوخ العملاء القطريين والاماراتيين يدفعون ثمن كل قنبلة او صاروخ يسقطه الصليبيون على الليبيين في هذا العدوان وان ثمن كل قنبلة أو صاروخ يساوي 2 مليون دولار". وكان مراسل وكالة فرانس برس افاد انه بعيد الساعة 22,00 (20,00 تغ) سمع في وسط طرابلس دوي ما لا يقل عن عشرة انفجارات لكنها بعيدة. واضاف انه بين الساعة الاولى والثانية من فجر السبت (الجمعة 23,00 و24,00 تغ) دوت عدة انفجارات ضخمة في محيط مقر اقامة الزعيم الليبي في وسط طرابلس. وقد ادت الى اهتزاز الفندق القريب حيث ينزل الصحافيون الاجانب.