طرابلس، بنغازي، الجوش (ليبيا) - ا ف ب، رويترز - سيطر الثوار الليبيون صباح الاحد على قرية جوش في جبل نفوسة في غرب ليبيا، وأعلنوا من جهة ثانية مقتل اربعة من عناصرهم ليل أول من أمس في بنغازي، معقلهم شرق ليبيا، خلال صدامات مع مجموعة من الموالين للزعيم الليبي معمر القذافي. وعين المجلس الوطني الانتقالي الليبي اللواء سليمان محمود العبيدي قائداً لقوات المعارضة خلفاً للواء عبد الفتاح يونس الذي قتل الخميس على يد مجموعة مسلحة، فيما توعد القذافي مجدداً «حلف شمال الاطلسي» بالهزيمة، مؤكداً ان الحملة العسكرية التي يشنها الحلف ضد قواته لن تنجح في تحقيق هدفها وانه لن يتراجع ابداً في هذه المعركة. وصرح جمعة ابراهيم الناطق العسكري باسم المتمردين في جبل نفوسة: «سيطرنا على جوش هذا الصباح (الأحد) ونزحف الآن نحو الغرب، اننا نقاتل من اجل السيطرة على تيجي» البلدة التي تقع ايضا على طريق السهل. وترددت في المنطقة أصوات قصف باسلحة ثقيلة. وتشهد منطقة جبل نفوسة منذ عدة اشهر معارك بين قوات النظام الليبي والمتمردين الذين شنوا مطلع تموز (يوليو) هجوماً كبيراً على أمل الزحف نحو العاصمة الليبية طرابلس. من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم الثوار محمود شمام، أن أربعة من عناصر الثوار قتلوا ليل أول من أمس في بنغازي، معقلهم شرق ليبيا، خلال صدامات مع مجموعة من الموالين للزعيم الليبي معمر القذافي. وقال شمام: «حصلت مواجهة طويلة، استمرت عدة ساعات، لانهم كانوا مسلحين جيداً، وفقدنا اربعة رجال». وأضاف: «نجحنا في توقيف 31 شخصاً»، مضيفاً أنه يشتبه في ان العناصر الموالين للقذافي فروا من سجن خلال الاسبوع الماضي. وقال الثوار انهم حاصروا معسكر من وصفوهم ب «الطابور الخامس» بعد رفضهم إلقاء السلاح وعدم الامتثال لأوامر صدرت مساء السبت بحل كل الميليشيات ووضعها تحت إمرة المجلس الوطني الانتقالي. واتخذ قرار حل الميليشيات بعد مقتل اللواء عبد الفتاح يونس، القائد العسكري للثوار الذي انشق عن القذافي بعد ان كان من ركائز نظامه وانضم الى المتمردين. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مؤتمر صحافي مساء السبت: «حان الوقت لحل تلك الكتائب، وكل من يرفض تطبيق المرسوم سيحاكم». واوضح ان المجموعات المسلحة في مدينة بنغازي ستلحق بوزارة الداخلية. وفي هذه الاثناء يحاول الثوار احتواء اشاعات تسري بشان اغتيال اللواء يونس، خصوصاً بعد إعلان عبد الجليل ان مجموعة مسلحين قتلته الخميس بعد ان استدعي من الجبهة لاستجوابه في قضايا عسكرية في بنغازي. وأوضح عبد الجليل ان «استدعاء يونس من أجدابيا كان طبقاً لمذكرة صدرت بموافقة اللجنة التنفيذية» في المجلس الوطني الانتقالي. واضاف: «لا نعرف من الذي كان حاضراً عندما اتخذ القرار ولا إلى ماذا يستند». غير ان العقيد احمد عمر الباني، القائد العسكري في المجلس الوطني الانتقالي، اعتبر ان القضاة الاربعة (في المجلس التنفيذي) لم تكن لهم صلاحيات لاستدعاء اللواء يونس، وان وزارة الدفاع كتبت رسالة ترفض ذلك القرار. وأضاف: «ستكشف الحقيقة وستعلن للشعب والعالم أجمع»، لكنه رفض كشف هوية المشتبه فيهم الموقوفين بعد ذلك الاغتيال، واضاف أنه سيكافح «الذين يحاولون تسريب شائعات بين الثوار». من جهة أخرى، اعلن علي الترهوني العضو المكلف القضايا الاقتصادية في المجلس الوطني الانتقالي، أن «زعيم العصابة في السجن». وأوضح ان البحث مازال جارياً على عناصر اخرى من مرتكبي الجريمة، وان دوافعهم غير واضحة، وقال: «لا نعلم لحساب من يعملون» مشيراً الى انهم من عناصر «كتيبة ابو عبيدة بن الجراح». وأوضح ترهوني ان امام الميليشيات التي تنشط في بنغازي ثلاثة خيارات: إما الانضمام الى قوات المتمردين الموجودة على الجبهة، او الانضمام الى قوات الامن في المدينة، او القاء السلاح والعودة الى منازلهم. وانتقد الثوار الليبيون بشدة طريقة تعامل الاعلام مع اغتيال اللواء يونس، ولفت محمود شمام الى «نشر معلومات غير مسؤولة، وهذا الامر غير مقبول»، مشيراً الى ما بثه تلفزيون ليبيا الحرة التابع للمتمردين، والذي ذكر ان مجموعة «السابع عشر من فبراير» التابعة للثوار هي التي قتلت يونس. الى ذلك، عيّن المجلس الوطني الانتقالي اللواء سليمان محمود العبيدي قائداً لقوات المعارضة خلفاً للواء عبد الفتاح يونس. في غضون ذلك، توعد القذافي مجدداً حلف شمال الاطلسي بالهزيمة، مؤكداً ان الحملة العسكرية التي يشنها الحلف ضد قواته لن تنجح في تحقيق هدفها، وانه لن يتراجع ابداً في هذه المعركة. وجاء تصريح الزعيم الليبي في رسالة صوتية جديدة الى انصاره في جنزور، ضاحية طرابلس، بثها مساء السبت التلفزيون الليبي الذي يواصل بثه كالمعتاد على رغم الغارات التي شنها «حلف شمال الاطلسي» فجر السبت على مراكز إرسال تابعة له. وقال القذافي إن «ارادة الشعب الليبي اقوى من ارادة الحلف الاطلسي، اقوى من ارادة العدوان الصليبي»، مؤكداً ان الحلف سيُهزم امام «مقاومة الشعب الليبي وشجاعته». وأضاف الزعيم الممسك بالسلطة منذ 42 عاماً، والذي يواجه منذ منتصف شباط (فبراير) انتفاضة شعبية تحولت ثورة مسلحة، ان اعداءه في الحلف الاطلسي «يحملون الحقد على الاسلام وعلى نبي الاسلام وعلى كتاب الله، وسيخزيهم الله وسيهزمهم، لانهم اعداء الله». وكان الحلف الاطلسي أعلن في السبت انه شن غارات دقيقة على ثلاثة مراكز ارسال للتلفزيون الليبي بهدف «إسكات العقيد القذافي»، ما اسفر -وفق النظام الليبي- عن مقتل ثلاثة صحافيين ليبيين. الى ذلك، اكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم، وجود اتصالات بين النظام الليبي واعضاء في المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار الذين حملوا السلاح ضد قوات العقيد معمر القذافي. وقال الكعيم خلال مؤتمر صحافي ليل أول من أمس، إن «هناك اتصالات مع محمود جبريل (المسؤول الثاني في المجلس) ومع (علي) العيسوي (مسؤول العلاقات الخارجية) ومع (رجل الدين النافذ الشيخ) علي الصلابي وآخرين». وأضاف: «هناك آخرون حاولوا خلال الاسابيع الماضية الاتصال برئيس الوزراء او بوزراء آخرين». من جهة اخرى، نفى الكعيم شائعات مفادها ان اللواء عبد الفتاح يونس، الذي اغتيل الخميس في بنغازي في ظروف غامضة، اتصل في الآونة الاخيرة بنظام القذافي وتعاون معه. وقال الكعيم: «كانت هناك اتصالات مع الحكومة خلال زيارته الى ايطاليا قبل شهرين، ولكن مذاك لم يحصل بيننا اي اتصال، على الرغم من انه لا تزال لدينا اتصالات مع اعضاء في المجلس الوطني الانتقالي». وغالباً ما ينفي «المجلس الوطني الانتقالي» وجود اي اتصال مباشر بينه وبين نظام القذافي.