قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي فجر أمس، بقنابل عالية الدقة ثلاثة مراكز إرسال تابعة للتلفزيون الليبي بهدف "إسكات صوت العقيد القذافي"، في الوقت الذي أصيبت فيه المعارضة بالإحباط بعد مقتل قائدها العسكري اللواء عبد الفتاح يونس، الذي زاد من إضعاف الثقة الخارجية بالمعارضة. وبينما لا تزال المعلومات شحيحة، حول الجهة التي نفذت اغتيال يونس يوم الخميس الماضي، يستبعد قليلون تماما إمكان أن يكون أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي قتلوه بطريقة أو بأخرى. وقال المسؤول عن العلاقات الاقتصادية في المجلس الوطني الانتقالي علي الترهوني إن "المجلس شكل لجنة للتحقيق وسننشر كل وقائع هذه التحقيقات". وقال الترهوني إنه عثر على جثة يونس الممزقة بالرصاص والمحترقة جزئيا في وقت مبكر من يوم الجمعة الماضي، قرب بنغازي لكن المجلس الوطني الانتقالي أبلغ بمقتله الخميس عند اعتراف رئيس الميليشيا التي قتلته. وأضاف أن "رئيس الميليشيا مسجون حاليا"، موضحا أن بعض المنفذين الذين ينتمون إلى كتيبة أبوعبيدة بن الجراح على حد قوله، أوقفوا. لكنه أكد أن دوافع القتل غير واضحة. وقال "لا نعرف لحساب من يعملون". إلا أن مسؤولا في الثورة الليبية ناقض الترهوني وقال إن الجناة ما زالوا فارين. وكان مسؤول كبير في الثورة الليبية قال الجمعة إن معمر القذافي اضطلع بدور في اغتيال يونس، إلا أن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم اتهم القاعدة بالوقوف وراء اغتيال يونس. وقال خلال مؤتمر صحفي في طرابلس إن "تنظيم القاعدة بهذا الفعل أراد إبراز حضوره ونفوذه في تلك المنطقة" من شرق ليبيا والتي يسيطر عليها الثوار الذين يقاتلون قوات القذافي. وشارك نحو ألف شخص يوم الجمعة في بنغازي في تشييع يونس. وأفادت صحفية من "فرانس برس" أن الحشد الذي تجمع أمام قصر العدل في بنغازي أطلق هتافات أن دمه لن يذهب هدرا. من جهة أخرى أعلن الحلف الأطلسي في بيان فجر أمس أنه شن "غارات جوية على ثلاثة مراكز للإرسال الفضائي تابعة للتلفزيون الليبي بهدف منع العقيد القذافي من استخدامها لتخويف شعبه والحض على القيام بأعمال عنف ضد شعبه". وأضاف الناطق باسم الحلف الكولونيل رولان لافوا أن "هذه الغارات استخدمت قنابل موجهة"، مؤكدا أن "تدخلنا كان ضروريا لأن النظام يستخدم التلفزيون لقمع المدنيين، والقذافي يعتمد على خطبه المتلفزة لبث الكراهية بين الليبيين وتعبئة أنصاره". وقال لافوا "قمنا بتحركنا طبقا لتفويضنا الذي يهدف إلى حماية المدنيين"، موضحا أن "العملية أعدت بعناية لتجنب سقوط ضحايا وبنية عدم تدمير كل البنى التحتية للتلفزيون الليبي". وكان التلفزيون الرسمي قال إن "عدوان الناتو الصليبي قصف قناة الجماهيرية الفضائية في محاولة للنيل من عزيمة الشعب الليبي الصامد وإسكات صوت الحقيقة". سياسيا، قال وزير الخارجية التشيكي كارل شوارزنبرج إنه سوف يرسل سفيرا للمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وكان شوارزنبرج أعلن أن جمهورية التشيك لن تعترف بحكومة الثوار الليبيين حتى تتمكن من السيطرة على كافة المدن الليبية. وقال سفير البرتغال لدى الأممالمتحدة خوسيه فيليب كابرال، إن لجنة عقوبات مجلس الأمن على ليبيا التي تواجه طريقا مسدودا منذ أشهر تستعد للإفراج عن أصول ليبية مجمدة بموجب عقوبات الأممالمتحدة لشراء مساعدة إنسانية.