على الرغم من حرارة الصيف الحارقة يتجول عدد من السماسرة بين مزارع النخيل بالمدينةالمنورة من أجل شراء محاصيل التمور من أصحاب المزارع مباشرة حتى قبل نضوجها، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه. "سبق" قامت بجولة بين مزارع النخيل بالمدينةالمنورة والتقت عدداً من أصحاب المزارع، في البداية قال عيد السهلي صاحب مزرعة: منذ أن انتهى الصيف الماضي وسماسرة التمور يتجولون في مختلف المزارع من أجل الحصول على أفضل مزرعة من نوعية وجودة التمر المعروفة على مستوى المدينة قبل أن يأتي شخص آخر ويشتري محصول التمر، ما خلق نوعاً من المنافسة بين أصحاب المزارع والتجار ما جعل الأسعار تصل إلى مبالغ خالية نتيجة المزايدة في الأسعار. أما نايف السهلي صاحب مزرعة فقال إن السماسرة يتجولون بين المزارع قبل نضج محصول التمر ويرصدون المزارع ذات المحصول الجيد والنوعية الممتازة وللأسف تمت عدة صفقات بيع محصول التمور قبل دخول فصل الصيف ما جعل الأسعار تزداد خلال هذه السنة ما يهدد الكثير من المستثمرين الذين كان دخلهم من الاستثمار من خلال شراء محصول التمور بالصيف. بينما قال علي الصاعدي المستثمر في شراء التمور: "منذ بداية الصيف وأنا أبحث عن مزرعة مناسبة القيمة إلا أن بحثي ذهب سدى ولم أجد المطلوب ويعود السبب إلى أن العمالة الوافدة تقوم بشراء محصول أكثر المزارع وإن لم تشتره تقوم بزيادة الأسعار. وقال أن المزارع المعروفة في السنة الماضية كانت تصل قيمة محصولها إلى 200 ألف ريال وخلال هذه السنة وصلت إلى 270 ألف ريال ويعود السبب إلى الزيادة دون الشراء من العمالة الوافدة، فأسعار المزارع زادت بشكل غريب. وخلال جولة "سبق" على مزارع منطقة البوير وشجوى والمندسة (شمال المدينة) رصدت الكثيرين من غير السعوديين الذين قاموا بشراء مزارع التمور بمئات الآلاف من الريالات. ويقول أحد المواطنين: إن عمليات البيع تتم من خلال العاملين في المزارع مقابل حصولهم على العمولة مقدماً قبل إتمام الصفقة بين مالك المزرعة والمشتري ما شجع الكثيرين من الوافدين على البحث عن المزارع الجيدة ومزايدة أسعارها. وطالب عدد من المواطنين الجهات المعنية بالتدخل السريع حيث يقوم بعض الدلالين بسوق الخضار بتمويل العمالة الوافدة بالمبالغ المالية من أجل شراء محصول التمور من المزارع. وقال مواطن آخر: أعرف عدداً من الوافدين لديهم ثلاجات يحتفظون فيها بمحصول التمور تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الريالات، كما يقوم البعض الآخر بالتصدير إلى خارج المملكة إلى تركيا ودول الخليج. من جهته، قال المهندس حمود عليثة الحربي رئيس الجمعية التعاونية الزراعية ل "سبق": "إن عدم وجود العمالة الكافية لدى المزارعين سبب من الأسباب التي أدت إلى تأجير مزارع النخيل، فمالك المزرعة ليس لديه الاستطاعة لتوفير العمالة الكافية لمزرعته من أجل جني محصول التمور ما يجعله يضطر لبيع محصول النخيل، كما أن توفير العمالة المؤقتة يساعد الكثيرين من مالكي مزارع النخيل في جني محاصيلهم بأنفسهم. وأضاف الحربي: للأسف بعض العمالة الوافدة تستأجر مزارع النخيل تحت غطاء التستر من قبل بعض المواطنين. وفي الحلقة القادمة من خلال جولة "سبق" سنكشف المزيد من التفاصيل للقراء وسيطرة العمالة الوافدة على مزارع التمور.