ينتظر أقدم سجين في حائل تنفيذ القصاص بعد أقل من 25 يوماً، بعدما أمضى 30 عاماً في السجن وهو يموت في اليوم أكثر من مائة مرة، وتأجل قصاصه أكثر من مرة، والآن ينتظر نخوة أهل الدم الذين عُرف عنهم الطيب والرجولة وفزعة من يستطيع بعد الله أن يفزع. وبدأت قصة عبدالله بن فندي غازي السعيد الشمري عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، عندما أدت مضاربة إلى مقتل أحد الشبّان إثر تلقيه ضربة قاتلة بعصا غليظة، ليتوفى بعد يوم. واقتيد المتهم عبدالله إلى السجن، وهو غير مصدق ما حصل، فقد تحول من شاب بسيط إلى قاتل، وبعد خمس سنوات من التقاضي حكمت هيئة من القضاة بإدانته بجريمة القتل الخطأ، وألزمته بدفع الدية الشرعية لأسرة القتيل، قبل أن يُفرج عنه. وبعد خروجه احتفل الشاب عبدالله وأسرته بزواجه، لكن فرحته لم تدم طويلاً، فبعد نحو عامين من زواجه رُزق خلالهما بطفلين أُلقي القبض عليه من جديد، وأُودع السجن، وأُعيدت محاكمته بناء على طلب ذوي القتيل، وحكم عليه هذه المرة بالقصاص. وهذا العام يكمل عبدالله في السجن الثلاثين عاماً، ولم تنتهِ معاناته، بل امتدت إلى أسرته الصغيرة وصغاره الذين لم يروه قط في منزلهم! ولهذا ما انفك أحدهم يسأل والده في كل مرة يزوره فيها في السجن: "لِم لا تعود معنا إلى البيت؟" متسائلين عن ذلك العمل الذي قيل لهم إنه يمنع والدهم من الجلوس معهم في البيت. وعند نهاية كل زيارة وعندما يلح الأطفال على والدهم السجين بأن يذهب معهم إلى البيت، يعدهم بأنه سيفعل في الزيارة المقبلة، وتمر الأيام والشهور والسنون دون أن يفي بوعده لهم. وناشد السجين أهل المروءة من أهل الدم بالتنازل، مبيّناً أنه يكفي ما حصل له، حيث إنه يموت في اليوم مائة مرة، مناشداً الفزعة من المسؤولين.