فتح قرار تأجيل تنفيذ حكم القصاص في سجين حائل عبدالله بن فندي الشمري شهرا كاملا، لمنح مساعي الصلح للعفو عن القاتل وإصلاح ذات البين، باب الأمل للسجين الذي أمضى في السجن 29 عاما، حتى بلغ عمره 53 عاما. وأسندت إدارة سجون حائل رئاسة العنبر المثالي في سجن حائل للسجين عبدالله نظير الدور الذي أداه خلال فترة سجنه من حثِّه عشرات السجناء على حفظ القرآن الكريم كونه حافظا للقرآن الكريم وإمام السجناء، ونجح في إقناع السجناء المدخنين بالإقلاع عنه؛ ما جعل معظم السجناء يحفظون القرآن الكريم على يده، كما أن تميزه سلوكياً داخل السجن كان له تأثير بالغ في تحسُّن سلوك المئات من السجناء. وفيما كانت أسرة عبدالله وأطفاله تعيش المعاناة من طول غيابه، كان رده الوحيد على تساؤلات الأطفال طيلة تلك المدة حول السبب في عدم عودته معهم، بأنه: «كل شيء بأمر الله». وأوضح عبدالله أنه كان طيلة تلك الفترة يستعين بالصبر: «رغم الجرح والحزن والفراق والمعاناة التي تواصلت، أعتقد أنني قتلت خلالها مئات المرات؛ مع كل موعد قصاص يحدد لي ويرفعه الله عني، ومع كل سجين يساق إلى ساحة القتل، ومع كل لحظة تمر من دون عفو، فهي معاناة لا تفيها الكلمات حقها، ولا تصلها الأوصاف، ولا يمكن أن يشعر بها إلا من عاشها واكتوى بنارها لحظة بلحظة ، إنها قضية قتل لم أكن أتعمدها، وأسأل الله الرحمة والمغفرة للقتيل وآمل من أهل القتيل العفو عني وأن يحتسبوا أجر عفوهم ليكون في ميزان حسنات فقيدهم». وتعود تفاصيل القضية التي تسببت في محاكمة عبدالله بالقصاص إلى نحو ثلاثة عقود عندما لم يتوقع الشاب عبدالله حين كان في الثالثة والعشرين ربيعا، أن تتحول مضاربة بالعصي مع أحد الشبّان على إثر تلقيه ضربة قاتلة بعصا غليظة، ليتوفى بعد يوم ، اقتيد المتهم عبدالله بالقتل إلى السجن، وهو غير مصدق ما حصل، فقد تحول من شاب بسيط ومحبوب إلى قاتل، وبعد خمس سنوات من التقاضي في القضية حكم عليه بإدانته بجريمة القتل الخطأ، وألزم بدفع الدية الشرعية لأسرة القتيل، قبل أن يُفرج عنه. وبعد خروجه احتفل الشاب عبدالله وأسرته بزواجه، لكن فرحته لم تدم طويلاً، فبعد نحو عامين من زواجه رُزق خلالهما بطفلين أُلقي القبض عليه من جديد، وأُودع السجن، وأُعيدت محاكمته وحكم عليه هذه المرة بالقصاص.