في واحدة من المواجهات النادرة في الحياة البرية قرر ظبي ماء الدفاع عن حياته بشجاعة؛ فهاجم لبؤة كانت تظن أنه وجبة سهلة؛ ما أجبر اللبؤة على الدفاع عن نفسها والهرب. وقد وقعت المواجهة في محمية "ماساي مارا" الوطنية، على بُعد نحو 270 كيلومتراً من العاصمة الكينية نيروبي.
وفي تقرير مصوّر عن المعركة قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: أحياناً لا يهم الزئير العالي؛ فلم يكن مخيفاً بما يكفي لمنع ظبي الماء من مواجهة لبؤة، بل مهاجمتها وإجبارها على التراجع والدفاع عن نفسها.
وأضافت الصحيفة: اللبؤة لمحت ظبياً في بركة ماء في محمية "ماساي مارا" الوطنية بكينيا، واعتقدت أنها أمام وجبة سهلة، ومن ثم اتخذت طريقها بثقة إلى حافة البركة، ناظرة تجاه غريمها الظبي البني الشعر ذي القرنين، لكنها دُهشت؛ حيث لم يتراجع الظبي، بل على العكس وقف مواجهاً إياها متشبثاً بمكانه في ثقة، وهنا تواجهت أعين الحيوانين للحظات في محاولة لزرع الخوف المتبادل.
وكشفت الصور عن المفاجأة المذهلة، التي جاءت عندما كشرت اللبؤة عن أنيابها؛ فرفض الظبي أن يتراجع، بل بادر بالهجوم أولاً، وفي أقل من ثانية ثبت الظبي ساقيه الخلفيتين في الأرض، ورفع الأماميتين وجسده في الهواء؛ ليهبط بقرنيه على اللبؤة التي أربكتها المفاجأة، وشجاعة الظبي؛ فتراجعت متفادية القرنين الحادين اللذين قد يصل طول أحدهما إلى نحو 100 سنتيمتر، وفي النهاية قررت اللبؤة إنهاء المعركة؛ لينجو الظبي.
وقالت الصحيفة: إن ظبي الماء حيوان هادئ، لا يميل إلى الدخول في معارك، رغم نشوبها أحياناً بين الذكور في صراعها على الإناث. ورغم اسمه فإنه ليس حيواناً مائياً في الحقيقة، ولا يميل لقضاء وقت طويل في الماء، لكنه يلجأ أحياناً إلى الماء هرباً من حيوان صياد، وربما يفسر هذا لماذا لجأ الظبي أولاً إلى الماء، قبل أن يقرر الدخول في مواجهة دفاعاً عن حياته.
أما اللبؤة فهي من نوع "البانثرا ليو"، التي تقوم بصيد العديد من الفرائس، ومنها الزراف والحمار الوحشي والجاموس والظباء، وأحياناً تهاجم الحيوانات الضخمة كأفراس النهر.