شبرقة - ليالي أنس : كشف فيلم (القطط الأفريقية) عن جوانب خافية في سلوكيات (القطط الكبيرة)، بعد متابعة دقيقة وعن كثب لأكثر من عامين للأسود والفهود المنتشرة في محمية ماساي ماراي الطبيعية في كينيا. وقال المخرج كيث سكولوي، الحاصل على دكتوراة في علم الحيوان، بجانب خبرة تمتد لأكثر من عقدين في تصوير الحياة البرية: (تصاب بالدهشة باستمرار عندما تبدأ بمتابعة ورصد الحيوانات البرية وكلما تتبعتها، كما اكتشفت بأنك أقل خبرة مما تعتقد). ولتصوير فيلم (القطط الأفريقية)، قاد سكولوي طاقم تصوير لتوثيق حياة الأسود والفهود لفترة زمنية بلغت عامين ونصف العام، حيث يقوم الفريق العمل، ودون تخطيط مسبق، باختيار واحد من تلك الحيوانات لرصد نمطها المعيشي في البرية عن كثب. وكانت (محمية ماساي ماراي الطبيعية) موقعاً لتصوير أحداث الفيلم الوثائقي، وتعد المحمية التي تمتد على مساحة 1510 كيلومتراً مربعاً، واحدة من الأماكن القليلة المتبقية والمغلقة التي تعيش فيها القطط الأفريقية: الأسود والفهود والنمور، بأعداد كبيرة. ونقلا عما اوردته (CNN) , أماط الفيلم اللثام عن جوانب ظلت خافية حول كيفية تعايش تلك (القطط الكبيرة) والمنافسات والصراعات المستمرة فيما بينها، من أجل القوت والبقاء وبسط الهيمنة على تلك الرقعة من الأرض، وهو ما جعله يستحق عن جدارة وصف (الحياة الحقيقية للملك الأسد). ومن بين المشاهد التي لا تنسى وتم التقاطها بتقنية متناهية الدقة وبالتصوير البطئ، مشهد أسدان يعبران نهر مارا، الذي كان فائضاً حينها، عندما اصطاد تمساح أحدهما وتوجه بفريسته بعيداً، ووصف سكولي: (هذه أول مرة أعلم فيها بأن التماسيح تصطاد الأسود، وهذا يفسر أسباب عدم ارتياح الأسود أثناء عبورها هذا النهر). وقالت صوفي دارلينغتون، وهي المصور الرئيسي للفيلم، إنه سلط الضوء عن جوانب متميزة في تلك الحيوانات، فمنها الشجاع والجبان، وهناك من يتميزون بروح القيادة ويفضل آخرون البقاء مجرد أتباع، بجانب تنميتها لمهارات خاصة، كمثال اللبؤة التي تتقن تقنية فريدة من نوعها لخنق فريستها، وهو تكنيك يفتقده آخرون. ويأمل طاقم العمل بالفيلم، الذي حضر افتتاحيته في لندن، الأربعاء، دوقة كمبريدج، كيت ميدلتون، على توعية الناس لحماية هذه الحيوانات التي تناقصت أعداد بعضها فيما يتهدد الاندثار البعض الآخر. فالفهد، الذي يعد من أسرع الحيوانات البرية على وجه الأرض، بجانب ملك الغابة، فقد جرى تصنيفهما على أنهما عرضة لخطر الانقراض.