أعلن الفاتيكان أن "البابا بنيديكت السادس عشر قبل استقالة أسقف بروج (بلجيكا) المونسنيور روجيه جوزيف فانجيلوفي المتورط في وقائع ترتبط بقضية اعتداء جنسي في الكنيسة". وقالت وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء إن قبول البابا لهذه الاستقالة هو الثانى فى غضون يومين، بعد قبوله أمس الخميس رسميا استقالة المطران الأيرلندى جيمس موريارتى، الذى اعترف بأنه أخفى معلومات تتعلق باعتداءات جنسية تعرض لها أطفال في كنيسة دبلن على يد قساوسة، حيث تقدم باستقالته في ديسمبر الماضي، ليصبح ثالث أسقف أيرلندي يستقيل على خلفية قضية "الانتهاكات الجنسية. وقال موريارتي، الذي عمل أسقفاً مساعداً في كنيسة دبلن لما يقرب من 11 عاماً، قبل اختياره أسقفاً ل"كيلداريه ولايجلين" عام 2002، في بيان، إن "قرار تقدمي باستقالتي، يُعد أصعب قرار أتخذه طوال مشوار حياتي داخل الكنيسة". وتابع قائلاً: "لم أكن أعتزم الاستقالة عندما قرأت تقرير ميرفي لأول مرة، حيث لم يوجه لي أي انتقاد بشكل مباشر"، في إشارة إلى التقرير الذي تضمن أسماء عدد من زعماء للكنيسة في دبلن، قال إنهم تستروا على "انتهاكات جنسية ضد أطفال"، خلال العقود الماضية. وقدم خمسة أساقفة أيرلنديين استقالاتهم، منذ تفجر قضية الاعتداءات الجنسية على أطفال داخل مؤسسات دينية تابعة للكنيسة، في ديسمبر الماضي، تم قبول استقالة ثلاثة منهم، آخرهم جيمس موريارتي. وفى السياق ذاته تقدم المطران الألمانى فالتر ميكسا باستقالته للبابا أمس الخميس، بعد اعترافه بأنه كان يستخدم العقاب البدني ضد التلاميذ بطريقة منهجية في أحد معاهد الأطفال بألمانيا. واعترف المطران ميكسا، الذي كان يشغل منصب أسقف كنيسة "أوجسبورج" الكاثوليكية، ومنصب "أسقف مرشد" بالجيش الألماني، بأنه "كان يستخدم العقاب البدني ضد التلاميذ، في ملجأ للأطفال بألمانيا". وفيما طلب ميكسا، في بيان، "الغفران" من "كل هؤلاء الذين أسأت إليهم، وكذلك الذين تسببت في شعورهم بالحزن"، لم يصدر عن الفاتيكان ما يفيد بشأن موقف البابا إزاء استقالة المطران الألماني. في سياق متصل، كشف أمريكي من ولاية "إلينوي"، عن إقامته دعوى قضائية ضد الفاتيكان والبابا بندكتس السادس عشر، متهماً إياهما ب"التغطية على وقائع تحرش جنسي"، لأحد القساوسة في مدرسة تابعة للكنيسة الكاثوليكية في ولاية "ويسكونسن". وذكر المدعي أنه كان ضحية تحرش من جانب الأب لورنس ميرفي، بينما كان طالباً في مدرسة "سانت جون للصم"، وفقاً لما جاء في مذكرة الدعوى، التي تضمنت مطالبة الفاتيكان بالكشف عن أسماء الآلاف من قساوسة الكنيسة الكاثوليكية، "متورطين في اعتداءات جنسية". ورفض المتحدث باسم الفاتيكان، فيدريكو لومباردي، التعليق على القضية. وتعرضت الكنيسة الكاثوليكية لهزة قوية بسبب "مزاعم" الاعتداء على الأطفال على نطاق واسع، من قبل رجال الدين الكاثوليك في أيرلندا، إلى جانب المئات من الناس الذين يقولون إنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي في ألمانيا والنمسا وهولندا، إلى جانب مزاعم تطال البابا نفسه. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن الفاتيكان أنه بصدد إرساء قواعد وضوابط لإصلاح نظامه بشأن التعامل مع اتهامات الاعتداء الجنسي، المتورط فيها كهنة في الكنائس، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل تتعلق بتلك الضوابط.