قالت مصادر طبية إن قتيلين على الأقل سقطا في اشتباكات في وسط القاهرة اليوم الجمعة بين متظاهرين وجنود من الشرطة العسكرية في أسوأ أعمال عنف منذ بدء أول انتخابات حرة في مصر طوال ستة عقود. وقال مسعف في مستشفى ميداني إن شخصاً ثالثاً توفي متأثراً بجروحه إثر إصابته بطلق ناري. ورفع محتجون أيديهم بدم زميل لهم في ميدان التحرير مرددين هتافات ضد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي. وقال شهود عيان ل"رويترز" إن الناشط أصيب برصاصة في رأسه في شارع قصر العيني الذي يطل عليه مقرا مجلسي الوزراء والشعب. وقال نشطاء إن الناشط توفي متأثراً بإصابته قبل وصول من يحملونه من النشطاء إلى المستشفى الميداني في التحرير. وهتف مئات المحتجين العائدين من المستشفى الميداني إلى شارع قصر العيني "اضرب نار اضرب حي يا طنطاوي دورك جاي"، و"الشعب يريد إعدام المشير". وقالت وزارة الصحة ومصدر عسكري إن 131 من النشطاء والمجندين أصيبوا اليوم في الاشتباكات بين ألوف المحتجين وقوات الشرطة العسكرية التي حاولت في الساعات الأولى من الصباح فض اعتصام نحو 300 ناشط في شارع مجلس الشعب أمام مقري مجلس الشعب ومجلس الوزراء في وسط القاهرة. وقالت وزارة الصحة إن 99 ناشطاً أصيبوا بينهم خمسة بالرصاص الحي. وقال مصدر عسكري إن 32 مجنداً أصيبوا خلال محاولة نشطاء اقتحام مقر مجلس الشعب. وقال المسعف محمود فتح الله الذي يعمل في مستشفى ميداني أقيم بميدان التحرير ل"رويترز" إن 36 مصاباً وصلوا إلى هذا المستشفى في الساعات الأولى من الاشتباكات. وأضاف "الإصابات كسور وحروق وجروح وكدمات. البعض مصابون بكسور في العمود الفقري". وقال شاهد إن النشطاء أشعلوا النار في إطارات السيارات في شارع قصر العيني بعد ساعات من بدء الاشتباكات ليصل الدخان المنبعث منها مع الريح إلى قوات الشرطة العسكرية التي تقف في مدخل شارع مجلس الشعب. وطردت القوات اليوم مئات النشطاء كانوا معتصمين فيه بعد اشتباكات عنيفة استخدم النشطاء فيها الحجارة والقنابل الحارقة. وكان عدد المعتصمين قبل الاشتباكات نحو 300 ناشط يطالبون إلى جانب ألوف من نشطاء الإنترنت بإنهاء الإدارة العسكرية لشؤون البلاد فوراً. وامتلأت المنطقة المحيطة بمقر مجلس الوزراء بالحطام، إذ ألقى جنود ورجال بملابس مدنية الحجارة من على أسطح المباني الحكومية على المحتجين الذين قذفوا الحجارة بدورهم على الشرطة العسكرية. وبعد بدء الاشتباكات وصل عشرات الجنود إلى شارع مجلس الشعب وأطلقوا النار في الهواء واعتقلوا الكثير من المحتجين. وأقام الجنود حواجز لإغلاق المنطقة. وقال ياسر حجازي وهو طبيب بمستشفى ميداني: "سقط الكثير من المحتجين واعتلقهم الجيش. لم تكن هناك إصابات بالذخيرة الحية هي أجسام حادة وحجارة تقذف من أعلى". واحترق جزء من مبنى حكومي خلال الاشتباكات بحسب شهود.