قال خبراء ومهتمون بالتعليم العالي إن الشراكات التي تسعى جامعات المملكة الى ابرامها مع خبراء من جامعات عالمية تعد مكسبا حقيقيا لتطوير البحث العلمي الذى تعاني جامعات المملكة من ضعف كبير فيه . وقالوا إن كبرى الجامعات في العالم تعمل على هذا التوجه ، كما سبقتنا جامعات دولية في استقطاب اعضاء هيئة تدريس وخبراء عالميين بنظام التفرغ الجزئي مؤكدين ان قيام الجامعات بالتعاقد مع خبراء عالميين يحضرون للعمل فيها بنظام (Part time) امر مشروع بل يجب مطالبة الجامعات بذلك شرط الا يكون الهدف فقط نشر اوراق علمية لتحسين مكانة الجامعة في التصنيفات العالمية . التعاقد مع الاجانب ضرورة واعتبر المهندس صبحي بترجي احد المستثمرين في مجال التعليم العالي : أن على الجامعات البحث عن ابرز وافضل العلماء والخبراء في العالم والتعاقد معهم ولوبنظام الساعات او التفرغ الجزيئ لاعداد ابحاث واوارق علمية ينتج منها لاحقا براءات الاختراع والاكتشافات العلمية التي تطور من مكانتنا العالمية ومنها تتطور الجامعات، ولفت بترجي ألى اننا لازلنا بحاجة الى المزيد من التعاقد مع الخبراء والعلماء المميزين واحضارهم لفترات حتى تتلاقح الأفكار والمعرفة وهذا امر في غاية الأهمية وقد يكلف مبالغ كبيرة . واشار بترجي الى ان الجامعات في المملكة وخاصة جامعة الملك عبد العزيز والملك سعود تضم خبراء عالميين ولكن يجب ان يتم ابراز ابحاثهم ونشرها دوليا ومن المؤكد ان الشراكات مع خبراء من مختلف العالم ستستفيد منها الجامعات واعضاء هيئة التدريس ، ونحن في هذا الوطن الغالي لدينا فرص كبيرة لاجراء ابرز الابحاث واهمها مثل الابحاث في الطاقة الشمسية وابحاث تقنية تحلية المياه وقال إن التعاقد مع الخبراء سيخدم الجامعة في مسائل كثيرة ولا يمنع ان تستفيد الجامعة في مجال تحسين موقعها على التصنيفات العالمية وهذا حق مشروع لها ولن يتم ذلك الا من خلال الشراكات العالمية الدولية . واستغرب الحملة الاعلامية الشرسة على جامعاتنا والتشكيك فيها على الرغم من صحة ما تمارسه تلك الجامعات وعليها مواصلة البحث واستقطاب ابرز العلماء الذين يظهرون بين الحين والآخر وقال : نحن في مجال التعليم الاهلي الطبي نعمل على التعاقد مع خبراء للحضور لتقديم ورش عمل وندوات ومشاركات بورقات عمل لكبرى الجامعات في المانيا وفي عدد من الدول بهدف نقل الخبرة مشيرا الى أنهم يتحملون كامل المصاريف التي يتطلبها احضار الخبير الذي يتواجد لفترات محدودة بمقابل مالي لمعرفتنا التامة بالمردود الذي سنجنيه من هذه الشراكة . البحث عن المتميزين ويرى الدكتور عبد الله بن صادق دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال الأهلية ان التعاقد مع خبراء عالميين من جامعات لها سمعتها في العالم امر مهم ويجب ان يكون هذا العمل من اولى اهداف الجامعات اذا كانت تريد الوصول الى العالمية، وقال إن ما نشر في مجلة الساينس يؤكد ان جامعاتنا تسير في الخط الصحيح لتطوير مستوياتها العلمية . وقال : اتحدث معك ونحن في جامعة مانشستر ببريطانيا برفقة عدد من اعضاء هيئة التدريس من كلية ادارة الاعمال للمشاركة في ورشة عمل وملتقى وسنقدم ورقة عمل في هذه الورشة ونسعى للتعاقد مع خبراء عالميين في الجامعة لتقديم ندوات وابحاث علمية واوراق عملية تحمل اسم الكلية واسم الخبير الدولي، وهذه العملية في غاية الاهمية اذا رغبنا في تطوير عمليات البحث العلمي واساليبه «. وعن ما يتقاضاه هؤلاء الخبراء من مبالغ مالية قال دحلان إن هذا الامر طبيعي والنجاح الحقيقي هو كيف تظفر بموافقة اشهر الخبراء والعلماء في العالم. واضاف إنهم في كلية ادارة الاعمال لديهم اساتذة وخبراء من بريطانيا وكندا وغيرها ويحضرون لفترات محدودة والكلية تتحمل كامل مصاريف حضورهم ولنا الحق في ان يتضمن ما يقدمه من بحث اسمه واسم الكلية والمشاركين معه من اعضاء هيئة التدريس وهو حق مشروع للجميع، والآن هناك ابحاث من خبراء من امريكا يعملون على اعداد ابحاث وسيتم نشرها باسم الباحث والمشاركين له من الكلية مقابل مبلغ مالي كبير نظير الوقت والجهد الذي قدمه الخبير العالمي طوال فترة بقائه بالبلاد. واستغرب الدحلان الهجمة العنيقة التي مارستها وسائل الإعلام على جامعتي الملك عبد العزيز وجامعة الملك سعود مؤكدا أن على الجامعتين عدم التوقف عند هذا الامر وان تواصلا استقطاب الخبراء العالميين الذين يحققون كبرى الجوائز الدولية مثل جائزة نوبل وغيرها خيط رفيع ويرى الدكتور محمد بن سليمان الرويشد المستشار بوزارة التربية والتعليم ان على الجامعة الحرص على اشراك اساتذتها وطلابها مع هؤلاء الخبراء الذين يسعون للتعاقد معهم بهدف اكسابهم الخبرات التعليمية والبحثية وقال إن الجامعات لها الحق في البحث عن اميز الخبراء واشهر العلماء من اجل العمل على تحسين ادائها البحثي والعلمي وان تكون هذه الخطوة التي تقوم بها الجامعة وسيلة للتطوير وليست غاية في الحصول على تصنيفات متقدمة اما مسألة المشاركة مع خبراء واحضارهم لفترات محددة من اجل التطوير والتحسين فنحن نتمنى ذلك ونحفز الجامعات على هذا الأمر الذي يجب ان تحرص على اجرائه بما يخدم العملية التعليمة والبحثية، وقال إن هناك خيطا رفيعا يجب علينا الا نتجاوزه حتى لا يكون هناك هدر مالي من خلال الوصول الى العالمية والمراكز في التصنيفات دون الوصول الى الهدف الأسمى والهدف الحقيقى الذي نبحث عنه هو تطوير البحث العلمي وتحسينه من خلال اشراك اساتذة سعوديين مع هؤلاء الخبراء . من جانبه يوضح الدكتور عدنان بن حمزة زاهد وكيل جامعة الملك عبد العزيز للدراسات العليا والبحث العلمي أن الجامعة سعت بالفعل إلى التعاقد مع عدد كبير من الأساتذة المتميزين للعمل فيها بنظام (Part time) وهذا حق مشروع للجامعة ومطبق في كثير من الجامعات العالمية المتقدمة.وأضاف إن استقطاب العلماء المتميزين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية العالمية جزء من إستراتيجية الجامعة البحثية التي تتضمن تشكيل مجموعات بحثية من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بالمشاركة مع أساتذة عالميين.وإجراء برنامج باحثي ما بعد الدكتوراة. والإشراف الدولي على رسائل طلبة الدراسات العليا وإصدار المجلات العلمية الدولية المتخصصة مثل مجلة العلوم الرياضية التي تقوم على نشرها شركة سبرنجر للنشر العلمي العالمي. وبين أن الجامعة لا تهدف من التعاقد مع الأساتذة المتميزين إلى رفع ترتيبها في التصنيف الجامعي وإلا كانت بدأت ذلك منذ عدة سنوات ولكن انتظارها إلى هذا الوقت كان لتأكيد حرصها على ان يكون الاستقطاب لتطوير البحث العلمي المحلي وهذا ما كان ليتم إلا بعد استكمال البنية التحتية البحثية . وبين زاهد أن عدد العلماء المتميزين في العالم يبلغ حوالى 10 آلاف في مختلف التخصصات ولندرتهم فإن التنافس على استقطابهم شديد، وهذا التنافس يتم حسب الإمكانات العلمية والبحثية وليس حسب المغريات المادية. وبالتالي فإن جامعة الملك عبد العزيز ، عملت الكثير من الإعداد العلمي لاستقطابهم للعمل بنظام التفرغ الجزئي (Part time) حيث يزورون الجامعة في فترات متقطعة ويتم التواصل المستمر معهم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة. واشار زاهد الى انهم حرصوا على استقطاب عالم في الفلك من كندا، وحين تلقى دعوة من الجامعة للعمل معها بنظام التفرغ الجزئي تردد في البداية، لكنه عندما تحقق من جدية الجامعة ورغبتها في الاستفادة العلمية من خبراته وافق على المشاركة في عضوية مجموعة بحثية من الجامعة وتقدم مع أعضاء المجموعة بمشروع بحثي مازال ينتظر القرار للحصول على الدعم المالي لتنفيذه. ومشروعه هو إنشاء تلسكوب في منطقة القطب الشمالي. ولفت الى انهم في الجامعة عملوا على إنشاء وحدة متخصصة لاستقطاب الأساتذة المتميزين ومتابعة عملهم بحيث لا يتم التعاقد مع أي من العلماء المتميزين إلا بعد زيارته للجامعة ومقابلة المتخصصين لتبادل الأفكار ثم تتم دراسة جدوى التعاقد معه.