"اقتلع المرض طفولة ابنتي فأضحت ذابلة، شاحبة، وباتت الآلام رفيقتها بدلاً من بسماتها". إنها كلمات تسللت إلى قلبي، عبَّرت بها "أم هلا" عن معاناة ابنتها فقالت ل"سبق": وُلدت ابنتي ذات سنوات العشر وهي تعاني شللاً في الحبل الشوكي واستسغاء في الرأس، وعقب الولادة أُجريت لها عملية في الحبل الشوكي، ووُضعت لها أنبوبة تصريف في الجهة اليمنى من الرأس، وتتم متابعتها في مستشفى الملك خالد الجامعي. صمتت "أم هلا" برهة عن الحديث، ثم استكملت حديثها قائلة: يجتاحني الحزن عندما أجد ابنتي طريحة "الكرسي المتحرك" محرومة من لهو الطفولة البريئة؛ فلا مدرسة ولا أمل يلوح في الأفق في ظل تفاقم معاناتها المرضية. ووصفت وضعهم الاجتماعي ب"بالمأساوي"، وأعربت عن حزنها لإصابة زوجها بالشلل النصفي إثر جلطة في المخ، وأوضحت أن راتب التقاعد الذي يتقاضاه زوجها لا يكفي لشراء أبسط مقومات الحياة، وكذلك شراء مستلزمات علاج ابنتها. وبصوت ممزوج بالبكاء قالت: خاصمتني الأيام، ولا أدري ماذا أفعل، ولا أملك من حطام الدنيا أي مورد رزق. أشعر بالعجز حينما ألمح دموعاً حبيسة في عيني زوجي، ونظرة انكسار وألم في عيني ابنتي. مبينة أن ابنتها تحتاج إلى قسطرة في البول كل أربع ساعات، وأيضاً حقنة. وتابعت حديثها قائلة: أسهر الليالي في رعاية ابنتي المريضة وزوجي المريض، وقد أنهكتني الأيام، وأصابني الوهن، وليس معي سوى الله، ونظراً لارتفاع أسعار الخادمات فأنا أرعى أسرتي بنفسي، وأخشى أن يباغتني المرض وأعجز عن تلبية احتياجاتهما. وناشدت أهل الخير لانتشالها من دوامة الفقر والمرض المحدقة بها.