حقَّق توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية لإنهاء الأزمة اليمنية مساء اليوم توقعات الصورة المتداولة لزعماء ورؤساء الدول العربية الأربع "تونس، مصر، ليبيا، اليمن" التي صُورت العام الماضي في آخر قمة عربية تجمعهم، وجرى تناقلها خلال الأسابيع الأخيرة، وقد دوِّن عليها تاريخ السنة الهجرية الحالية 1432، والتي طبعت أرقامها بالترتيب على صور الرؤساء، وهي توضح انتهاء رئاسة الزعماء الأربعة على التوالي خلال هذا العام. المدون والكاتب الاقتصادي عصام الزامل، علَّق على الصورة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلاً "قبل يومين فقط من نهاية السنة الهجرية علي عبدالله صالح (يصر) على تحقيق نبوءة الصورة العجيبة ويتنحى من منصبه". وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية قد نشرت صورة تجمع "الرؤساء العرب الأربعة" الشهيرة، في آخر قمة عربية لهم بمدينة سرت الليبية في أكتوبر 2010، والتي ظهر فيها الرئيس المصري السابق حسني مبارك والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والرئيس اليمني علي عبدالله صالح. وتساءلت الشبكة عن مدى اكتمال الصورة خلال السنة الهجرية الحالية، قبل أن تكتمل الصورة اليوم. وقالت "سي إن إن": "كيف تغيَّر الزمن في أقل من سنة مضت، فكان هؤلاء الرجال الأربعة من أقوى الرؤساء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، فاليوم واحد قُتل بالرصاص والثاني غادر والثالث في السجن بانتظار محاكمته، في إشارة لمبارك، والرابع لا يزال في السلطة التي على وشك السقوط". وأضافت الشبكة الإخبارية أنه بعد مرور عام من نشر هذه الصورة، اجتاحت الشرق الأوسط موجة من انتفاضة الربيع العربي التي تنقلت بين بلد وآخر، وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أول رئيس تعرَّض للسقوط، واندلعت الاضطرابات التي طالبت بالإصلاحات في شهر ديسمبر من العام الماضي، حينما قام بائع الفاكهة محمد البوعزيزي بإضرام النار في جسده، لشعوره بالإحباط. وغادر ابن علي، الذي حكم تونس منذ توليه السلطة في انقلاب في عام 1987 إلى السعودية، بعد ثلاثة أسابيع من الإضرابات، في 14 يناير، وحوكم غيابياً بتهمة الفساد، وحُكم عليه بالسجن 35 عاماً. وكان حسني مبارك الرئيس الذي تلاه، بعد أن فرض قبضته على السلطة مع انتشار الإضرابات في مصر، لكن قام عشرات الآلاف من المصريين بإقامة معسكر احتجاج في ميدان التحرير بالقاهرة من أجل إسقاط مبارك ونظامه، بعد أن رفض مبدئياً على تسليم مقاليد السلطة، التي صعدت في النهاية ضد مبارك في 11 فبراير، وهو يحاكم حالياً بتهمة الفساد والتحريض على القتل، بعد أن قتل أكثر من 800 من المحتجين. وكان آخر ضحية الربيع العربي الدكتاتور معمر القذافي، الذي حكم البلاد 4 عقود في حكم خاطئ انتهت عندما قُتل في مدينة سرت مسقط رأسه. وأشارت ال"سي إن إن" إلى أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح هو الذي يتبقى من هذه الصورة حتى تكتمل، حيث مازال صالح متشبثاً بالسلطة رغم تعرضه لمحاولة القتل، وقد تعهد مراراً وتكراراً بالتنحي قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، ولكن معارضين يقولون إنه قد كسر هذه الوعود من قبل مرات عديدة. يشار إلى أن توقيع الرئيس علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية قبل يومين من نهاية السنة الهجرية أدى إلى اكتمال الصورة الغريبة.