سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شاهين ل "سبق": التبرُّع بالأعضاء لا تدخل فيه ديانة .. والآراء السلبية موجودة طالب بإدراج ثقافة التبرُّع في المناهج الدراسية ونسبة التبرُّع 200 في المئة
شدّد المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين، على أن الديانات كافة أقرّت التبرُّع بالأعضاء, لافتاً إلى أنه أمرٌ متفق عليه من العلماء منذ عام 82 هجري، مؤكداً أنه ما زالت هناك آراء سلبية بالنسبة لموضوع التبرُّع. ونوّه الدكتور شاهين إلى أن المركز يقبل التبرعات من غير المسلمين، لافتاً إلى أن التبرُّع لا يدخل فيه ديانة. وقال "نحن لا ننظر إلى الديانة ولكن ننظر إلى التبرع لإنقاذ حياة شخص". وكشف الدكتور شاهين في حوار مع "سبق" عن نسبة الإقبال على المركز، بأنها أكثر من 200 في المئة, حيث بات عدد عمليات الكلى وزراعة الكبد في العام الواحد أكثر من 600 عملية والسبب يعود بحسب الدكتور شاهين إلى منع شراء الأعضاء من الخارج. وفيما يلي نص الحوار: ما نسبة التبرُّع في المركز؟ وما سبب رفض التبرُّع أحيانا؟ نسبة التبرُّع رغم أنها جيدة لكنها أقل منها في الخارج نتيجة أن بعض الأسر ترفض التبرُّع من الأقارب لسهولة الحصول على الأعضاء من الخارج بالشراء ولكن بعد إغلاق شراء الأعضاء من الخارج ستزيد نسبة المتبرعين، فنسبة المتبرعين الأحياء مقارنة بالمتوفين دماغياً تزيد على 70 في المئة ومن المرضى 30 في المئة، إضافة إلى أن رغبة المريض لها علاقة في هذه النسبة، فأحيانا يرفض المريض أن يستقبل عضواً من أحد أقاربه خوفاً على قريبه، فالعاطفة هنا تلعب دوراً كبيراً في موضوع التبرُّع.
كم عدد العمليات التي تجرونها في العام الواحد بخاصة بعد وقف بيع وشراء الأعضاء؟ لا يوجد شراء أعضاء داخل المملكة، فشراء الأعضاء كان من خارج المملكة وأوقف تماماً، وكثير من الدول جرّمت هذا الشيء، إضافة إلى إعلان المنظمات الخارجية وأصبح بيع شراء الأعضاء محرماً، وأصبحت كل دولة تعتمد على نفسها في موضوع التبرع بالأعضاء اعتماداً داخلياً فزادت نسبة الإقبال على المركز بعد منع الشراء من الخارج، كنا سابقاً نجري حوالي 300 عملية سنوياً والآن وبعد منع البيع والشراء زادت نسبة العمليات حتى وصلت إلى أكثر من 200 في المئة حتى أصبحنا في العام الواحد نجري أكثر من 600 عملية.
كم عدد المتبرعين بالأعضاء لدى المركز؟ بلغ عدد المتبرعين بالأعضاء المسجلين لدى المركز منذ بداية العام الحالي وحتى الشهر الماضي من المتبرعين الأحياء بالكلى 241 متبرعاً قريباً و32 من متبرّع غير قريب، فيما بلغ مجموع الموافقات من ذوي المتوفين دماغياً للتبرع بعد الوفاة الدماغية منذ بداية هذا العام 73 حالة و115 حالة، مبيناً أنه وفق إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء تتم زراعة الكلى بالمملكة سنوياً، حوالي 550 كلية من متبرعين أحياء ومن متوفين دماغياً، علماً بأن على قائمة الانتظار حوالي 3000 مريض. وكذلك عدد البطاقات التي وزعت العام الماضي بلغت أكثر من 20 ألف بطاقة بحوزة أصحابها، وهؤلاء لهم حرية الاحتفاظ بها أو إتلافها إن تراجعوا عن رغبتهم، وقد وزعت هذه البطاقات على شرائح المجتمع كافة خلال المؤتمرات والندوات وبرامج تنشيط التبرع بالأعضاء وزراعتها وبالمدارس والمعاهد والجامعات، حيث بلغ مجموع بطاقات التبرع بالأعضاء منذ بداية البرنامج وحتى اليوم حوالي مليوني بطاقة.
هل المركز يقبل بالتبرُّع من غير المسلمين؟ نعم، نقبل بالتبرُّع بالأعضاء من غير المسلمين لأن التبرع لا تدخل فيه ديانة ونحن لا ننظر إلى الديانة ولكن ننظر إلى التبرع لإنقاذ حياة شخص فجميع الديانات توافق على التبرع بالأعضاء، فمن الناحية الدينية هو متفقٌ عليه شرعاً من هيئة كبار العلماء من عام 82 ه، وما زالت هناك آراء سلبية دينية بالنسبة لموضوع التبرع.
هل يقدم المركز الحوافز للمتبرعين؟ المتبرع له حوافز من الدولة فالدولة تعتني بكل متبرع فالمتبرع له مكافأة من الدولة وله أيضا وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الثالثة، إضافة إلى حصوله على تخفيضات في الخطوط السعودية وغيرها من جملة الحوافز التي تقدمها الدولة للمتبرعين.
هل هناك صعوبة في إيصال ثقافة التبرُّع للمواطنين؟ دورنا كمركز من سنوات طويلة يكمن في أن يكون موضوع التبرع وزراعة الأعضاء في الجامعات وفي المناهج الدراسية، لدينا حملاتٌ على المدارس لإعطاء دروس من خلال الأخصائيين الاجتماعيين فمن المفترض أن يكون هناك جهة مختصة تقوم بعمل هذا الدور فنحن نطالب وزارة التربية والتعليم بأن تدرج موضوع التبرع في مناهجها الدراسية لنشر ثقافة التبرع أكثر.
ما سبب الشح في التبرُّع ولمن يعود؟ سبب الشح يعود أولاً للناحية العاطفية، إضافة إلى اختلاف الآراء قبل عملية التبرع، فهناك المؤيد وهناك المعارض، ونحن كمركز يجب أن نوفق بين آراء الأسرة عند التبرع حتى لا يكون هناك مستقبلاً أي مشاكل بعد التبرُّع.