اشتكى كثير من المواطنين والمقيمين في مدينة الرياض من ارتفاع أسعار الملاهى والمتنزهات والاستراحات خلال العيد بشكل مبالغ فيه، وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل وضبط الأسعار التي تجاوزت المعقول. ويخصون متنزهات بمنطقة الثمامة، حيث تجاوزت تذاكر دخول الملاهي على سبيل المثال 30 ريالاً للكبار و20 ريالاً للصغار، هذا عدا تذاكر الألعاب التي تتراوح بين 40 و 30 ريالاً للعبة الواحدة؛ ما أثقل كاهل الآباء الذين يرغبون في إسعاد أبنائهم في هذه الأيام. أما الاستراحات فتجاوزت أسعارها 4000 ريال ليوم واحد. "سبق" تجولت في عدد من المتنزهات والملاهي والاستراحات وخرجت بالحصيلة التالية: يقول نايف الحسين: "اصطحبت أبنائي بعد صلاة مغرب أول أيام العيد للثمامة كعادتي كل عام؛ للترفيه عنهم في أحد المتنزهات هناك، لكنني فوجئت بارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه؛ فتخيل أن الدراجات النارية "الدبابات" يصل سعر الواحد منها إلى 40 ريالاً لمدة ربع ساعة، في حين كانت قبل العيد ب 10 ريالات فقط، وقس على ذلك مختلف الألعاب الأخرى". ويضيف الحسين "هذا سعر غالٍ لا يمكن لرب العائلة كثيرة العدد تحمله، والأمل في وزارة التجارة وحماية المستهلك بالتدخل لمنع التجار الجشعين من اغتيال فرحة أطفالنا". أما مهند العبد الكريم فيقول: "أشكر "سبق" على التفاعل مع هذا الموضوع المهم، فالمواطن هو من يدفع الثمن، وكل صاحب محل أو بقالة أو موقع تجاري يهدف لاستغلالنا؛ فبعد أن استنزفونا في مقاضي رمضان، و ملابس العيد هاهم الآن يكملون ما تبقى بالملاهي والمتنزهات وأماكن الترفيه؛ فهل المطلوب ألا نغادر منازلنا حتى لا نتعرض لمثل هذا الاستغلال البشع في الأعياد". ويضيف العبد الكريم: "تخيل أن الشالية ب 1300 ريال، والاستراحة ب 4500 ريال لمدة يوم واحد فقط، فأين حماية المستهلك من هذه الأسعار المجحفة بحق العائلة متوسطة الدخل؟ ويقول سعد النفيعي: "اضطررنا لقضاء إجازة العيد في الرياض؛ لعدم وجود حجوزات طيران دولية، وفاجأنا ارتفاع أسعار المتنزهات والشاليهات، وكأننا في إحدى دول أوروبا. فتخيل أن شاليهاً في الثمامة لمدة 11 ساعة ب 700 ريال، وهذا يعادل قيمة غرفة في فندق أوروبي لمدة ليلتين، وهذا بصراحة كثير جداً مقابل خدمات متواضعة.. ومن جانبه يقول مدير متنزه الساحل محمد العنزي: "الأسعار محددة، وفي حدود المعقول والجميع يعلم ذلك، ونحن نتعاقد مع فرق ترفيهية بمبالغ كبيرة من أجل إسعاد الأطفال وأهاليهم في أيام العيد، وغير صحيح أن هناك استغلالاً في رفع الأسعار". أما مدير ملاهي علي بابا خالد عبدالله العزمي فيرى أن "بعض المواطنين يشتكون من كل شيء ويريدون الخدمات والترفيه بالمجان، وهذا غير معقول؛ فكل شيء الآن أصبح مكلفاً ولا بد من مسايرة الأمور والتكيف معها بشكل إيجابي". ومن طرفه يعتقد عبدالله البقمي صاحب إحدى الاستراحات أن الأسعار في موسم العيد لا تخضع لشروط وزارة التجارة، بل للعرض والطلب؛ لذا فمن حق أصحاب الاستراحات الاستفادة من هذا الموسم بطريقتهم الخاصة، ويقول البقمي: "هناك مثل مصري جميل مفاده "أن اللي ما معوش ما يلزموش" . و حاولت "سبق" الاتصال بمكافحة الغش التجاري في وزارة التجارة لكن دون جدوى، ويبدو أن الجميع في إجازة تامة من مسؤولياتهم في ضبط الأسعار وحماية المواطن من جشع التجار ومغالاتهم المعتادة في كل عام.