حول ما يثار حالياً من جدل بين عدة أطراف صحفية حول مدى تأثير الصحافة الإلكترونية السعودية في المجتمع، وقدرتها على صياغة رأي عام تجاه بعض القضايا.. قال الكاتب البارز الأستاذ يوسف الكويليت نائب رئيس تحرير جريدة الرياض ل"سبق": "إن الصحافة الإلكترونية تعد منجزاً بارزاً في الحضارة الإنسانية بشكل عام، ومحلياً أسهمت الصحافة الإلكترونية في تطور الفن الصحفي لعدة أسباب، أهمها: تفاعلها المباشر مع مختلف فئات المجتمع، ومتابعتها الحثيثة لما يثار من قضايا اجتماعية واقتصادية وفكرية. ويضيف الكويليت في حديث خاص ل"سبق" أن الصحافة الإلكترونية أصبحت لأول مرة تصوغ الرأي العام وتؤثر فيه، كما أنها أدخلت لأول مرة فئات وعناصر جديدة صغيرة وشابة إلى هذا العالم المتجدد، حتى إن كثيراً من النساء اللواتي في السابق لم يكن يهتممن بما تكتبه الصحف، بدأن في متابعة ما تطرحه هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة. وعن أبرز السلبيات التي تعتري هذه الوسيلة الإعلامية قال الكويليت: "في خضم هذا النجاح الذي حققته الصحافة الإلكترونية فقد شابتها بعض السلبيات كفتحها المجال للمبالغة، والتجني في بعض موضوعاتها على شخصيات عامة وجهات رسمية. إلخ، إلا أن هذا لا يجب أن يوقف ويشوه مثل هذه الابتكارات المميزة الجديدة؛ لأنها في مقابل بعض سلبياتها حققت إيجابيات عديدة للمجتمع". وحول الجدل الذي يثار من أن الصحافة الإلكترونية ستحد من انتشار الصحف الورقية المحلية وستقضي عليها، قال الكويليت: "كثيراً ما يتردد هذا الكلام لكن على سبيل المثال لم تستطع وسائل التقنية الحديثة من كتاب إلكتروني وإنترنت وكمبيوتر - حتى الآن - من اختزال قيمة الكتاب الورقي في وعاء إلكتروني معين؛ بسبب أن هناك من يحبه ويريد أن يقرأه وفق تقاليده في الاطلاع والقراءة. لذلك – والحديث للكويليت- فإن الصحافة الإلكترونية لن تحد من انتشار الصحافة الورقية مهما كان تأثيرها؛ لأن هناك من يريد قراءتها بشكلها الحالي وفق تقاليده ومتابعاته؛ لذا لن تلغي في يوم من الأيام الصحافة الورقية ولن تتعالى على ثقافة المجتمع". وبحسب الأستاذ يوسف الكويليت فإن مجتمعنا مجتمع شاب متطور، وأصبحت وسائل التقنية الحديثة من صحف إلكترونية، ومواقع، ومنتديات تتفاعل بشكل مباشر مع إيقاعه اليومي في مختلف تعاملاته ومعيشته؛ لذا لابد من تطور الأخلاقيات في التعامل مع هذا المنجز الحضاري، والاستفادة منه في تطور ونماء المجتمع.