لطالما اقتصر استخدام "المسبحة" على كبار السن والرجال عموماً، وهي أداة ذات أغراض دينية، غير أنها مع مرور الوقت تطوَّرت وتغيرت استخداماتها وألوانها وأنواعها، وأصبحت ترى أكثر في يد النساء. ويبلغ حجم سوق المسابح في السعودية نحو ملياري ريال، حيث تعد المملكة أكبر سوق لها، خصوصاً في مدينتي مكة والمدينة المنورة، غير أن الملفت أن النساء زاد إقبالهن على هذه السلعة، وفقاً لمشتغلين بها تحدثوا لCNN بالعربية. ويقول المدير العام لمؤسسة "طاد" لصناعة المسابح والخواتم المهندس عارف بن ظفرة إن "للنساء ذوق كبير في عالم الخواتم والسبح والأحجار الكريمة، وهن يمثلن شريحة كبيرة لا بأس بها زاد إقبالها على اقتنائها". وأشار إلى أنهن "يبحثن عن الأشياء الملفتة والغريبة على عكس الرجال.. وهناك أنواع كثيرة من السبح وبعضها غريب نوعاً ما يصنع من ظهر السلحفاة وأنياب فيل البحر" مشيراً إلى أن "هناك أنواعاً من السبح تعتبر أغلى من الذهب، منها على سبيل المثال الكهرمان الألماني الذي يصل سعر الجرام الواحد منه 150 ريالاً". ولفت ابن ظفرة إلى أن أسعار المسابح والأحجار تتفاوت، وأن اعتماد تلك السوق على التغير في الأسعار عالمياً على وجه الخصوص يعتبر اعتماداً كلياً، فعلى سبيل المثال حينما كان اصطياد الفيلة غير محظور في إفريقيا لم تكن سبحة العاج تتجاوز 150 ريالاً، وحينما تم حظر صيدها أصبحت مسبحة العاج بضعف سعرها السابق. وقال إن المسبحة المصنوعة من قرن (وحيد القرن) يبلغ سعرها نحو 5000 ريال (1362 دولاراً) والآن وصل سعر القرن الخام إلى أكثر من مليون ريال، وكان سعر المسبحة المصنوعة من مادة السندلوس الألماني إلى عهد ليس بالبعيد 2500 ريال والآن وصل سعرها إلى 10000 ريال. من جهته، أكد مدير معارض المسبحة أنطوان مدور أن النساء يمثلن الشريحة الأكبر من عملائهم، خصوصاً خلال الفترة القريبة، وقبل بدء موسم الأعراس والمناسبات، مؤكداً أن المسابح النسائية كانت حصراً على اللاتي أعمارهن تجاوزت 27 عاماً، أما في الوقت الحالي أصبحت ضرورية لدى الطالبات في المدارس والجامعات. وتقول نورة أحمد إن "ظاهرة المسابح النسائية ظهرت منذ سنوات بعد أن كانت تقتصر على العجائز، يستخدمونها للتسبيح بها عقب كل صلاة، وتطورت إلى أن أصبحت بعض النساء يحضرنها معهن في المناسبات بأنواعها حسب لون الفستان لتكون عنصراً أساسياً في زينة السيدة".
وتؤكد مرام الطالبة الجامعية، إن اقتناء المسبحة "يؤخذ من باب البذخ والثقة الزائدة لدى الفتاة، ولكي تعرف من حولها على أنها قادرة على اقتناء كل ما تريد، وأنها الأميز بين صديقاتها، حتى أن كثيراً من الفتيات في الجامعة يحضرونها بمختلف الألوان معهن لاستعراضها أمام الطالبات".