لا يخفى على البعض أن «المسبحة» موجودة منذ القدم، لدى العرب وسواهم، بغض النظر عن غرض استعمالها، وعرف بين البعض عنها أنها بدعة، واقتصر استخدامها لفترة على كبار السن للتسبيح بها. واستخدمها الشعراء لفترة، وكانت مرتبطة بالشعر الشعبي، هذا غير ارتباطها قبل فترة ليست بعيدة بأيدي الرجال في الأسواق والمناسبات، وباتت إحدى أشهر الإكسسوارات الرجالية إلى جانب القلم والساعة، إذاً مع مرور الوقت تغيرت استخدامات المسبحة وألوانها وأنواعها، ويبلغ حجم سوقها في السعودية نحو بليوني ريال، إذ تعتبر السعودية اكبر سوق لها، خصوصاً في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. اللافت اليوم أن النساء زاد إقبالهن على المسابح، وهذا الإقبال لا يقتصر على المسابح النسائية كما مضى، بل شمل كل أنواعها، وتطور الأمر إلى طلب بعضهن صناعة مسابح خاصة لهن، ويتركز ذوق النساء في الألوان الفاتحة واللون الأحمر، وأصبحت بعضهن تستخدم المسبحة بلون فستانها في المناسبات أو لون الحقيبة أو الحذاء، وبعضهن تستخدم المسبحة لتلوح بها في الأعراس والمناسبات من باب التباهي ولفت الأنظار، وأكثر من يهدي المسابح ويشتريها من المحال المخصصة لها هن النساء، فمعظمهن يهدينها إما لأزواجهن أو لصديقاتهن. تقول عبير الدعيجان: «إن استخدام المسابح انتشر في الآونة الأخيرة بين الفتيات بسبب تنوع أشكالها وجمال ألوانها التي تناسب الموضة، علماً بأنها كانت سابقاً محصورة بالنساء الكبيرات في السن، خصوصاً عند أهل الحجاز وكانت تستخدم للتسبيح لا كإكسسوار». وترفض هدى الهميريني الفكرة، وترى أن «المسبحة لا تليق بالنساء وتعودنا عليها بيد الرجل، فهي تكملة لكماليات الرجل، لكن اشتريها كهدية للرجل، وبرأيي هي ليست لائقة للمرأة، فالمرأة قد تستطيع اقتناء كماليتها من دون المسبحة». وتؤكد نورة العبدالعزيز أن المسبحة انتشرت أخيراً على نطاق واسع لدى الفتيات، خصوصاً من هن في سن المراهقة، وتنافسن في اقتنائها وتبادلها، تحديداً في الجامعة والمدارس، وقد يستغنين عن زينات عدة في سبيل اقتناء المسبحة الحديثة. يقول مدير أحد معارض المسابح أنطوان مدور: «إن للنساء ذوقاً كبيراً في عالم الخواتم والمسابح والأحجار الكريمة، ويمثلن شريحة كبيرة لا بأس بها، بل زاد إقبالهن أخيراً على اقتناء المسابح»، وأشار مدور إلى أنهن يبحثن عن الأشياء اللافتة والغريبة على عكس الرجال. وبحسب مدور فهناك أنواع كثيرة من المسابح، بعضها غريب نوعاً ما يصنع من ظهر السلحفاة وأنياب فيل البحر، مشيراً إلى أن هناك أنواعاً من المسابح تعتبر أغلى من الذهب، ومنها على سبيل المثال: الكهرمان الألماني الذي يصل سعر الجرام الواحد منه 150 ريالاً. وأشار إلى أن النساء السعوديات يمثلن الشريحة الأكبر من عملائهم، خصوصاً خلال الفترة القريبة وقبل بدء موسم الأعراس والمناسبات، مؤكداً أن المسابح النسائية كانت حصراً على اللاتي أعمارهن تجاوزت 27 عاماً، أما في الوقت الحالي فأصبحت ضرورية لدى الطالبات في المدارس والجامعات، وتأتي من كماليات الزينة لهن، وأكثر الألوان طلباً من النساء هي الأحمر ودرجاته، أو الفيروزي والأزرق الفاتح، وكذلك الألوان النسائية من الوردي وغيرها، وان تكون ذات لمعة وبريق واضح حتى تلفت الأنظار.