أكد الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أن "تعزيز قدرات الإنسان الفلسطيني ودعمه، خاصة الدعم النفسي، أهم عوامل الإبقاء على جذوة القضية الفلسطينية، ودفعها نحو الحل العادل، وحمايتها من التصفية أو التجميد". وقال: "في ظل الوضع الغامض الذي يراد للقضية الفلسطينية أن تدور داخله؛ لحمل الشعب على اليأس، ولتستمر مأساته مع الاحتلال وعدوانه؛ إذ يسعى لكسر الإصرار الفلسطيني على الصمود، فإن تعاضد الشرفاء والمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية وتقديم العون للمواطن الفلسطيني من شأنهما أن يعزِّزا موقف هذا الشعب الصابر". ولدى استقبال الشاب الفلسطيني الجريح لؤي بن برهم النجار في الرياض أكد الأمير تركي بن طلال أن "القضية الفلسطينية تتمحور حول الإنسان الفلسطيني؛ باعتباره الأساس، والعنصر الأهم في التمسك بالأرض، وتوريث روح المقاومة للأجيال؛ لتظل القضية حية في النفوس والعقول، ولتستعصي على الحلول العاجزة عن استرداد الحقوق المشروعة". وأكد الأمير تركي بن طلال أن إيمانه بالقضية الفلسطينية وعدالة كفاح الشعب الفلسطيني هو "امتداد لمواقف السعودية الثابتة المؤيِّدة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني منذ عهد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز - رحمه الله -، والدعم المستمر لهذا الشعب". لافتاً إلى الرحلة العلاجية للشاب لؤي النجار، وقال: "بتر قدمَيْ لؤي النجار لم يدفعه لليأس، بل زاده التصاقاً بالأرض؛ لذلك فهو متفائل بالرغم من الآلام، ويتعجل العودة إلى موطنه؛ ليكون بين إخوته في مواجهة الاحتلال". ولؤي النجار، بمعاناته وصبره وقدرته على مقاومة الألم، هو نموذج للإنسان الفلسطيني الذي يعيش القضية بتفاصيلها اليومية، وتداعياتها المختلفة، وهو أحد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. وكان النجار قد أُصيب بقصف صاروخي أثناء العدوان عام 2009؛ ما أدى إلى بتر ساقيه، وعانى مضاعفات الإصابة بشظايا في رأسه، أثرت في قدرات التفكير لديه. وخلال مهمته الإنسانية إلى غزة إبّان العدوان قام الأمير تركي بن طلال بنقل جرحى عدة، من ضمنهم الجريح البطل لؤي، وتم علاجه لمدة خمسة أشهر بمستشفى المملكة على نفقة والده الأمير طلال بن عبد العزيز. وبعد عودة لؤي إلى موطنه بعام ونصف العام بدأت تعاوده الآلام، وصداع شديد من جراء إصابات الرأس، إضافة إلى تدهور حالة ساقيه المبتورتَيْن. وعندما تدهورت حالته، ولم تُجْدِ محاولات الأطباء في غزة، في ظل نقص الأدوية والتجهيزات الطبية؛ من جراء الحصار المضروب على القطاع، تواصل لؤي مع مكتب الأمير تركي لحاجته إلى إجراء عملية جراحية جديدة لقدمَيْه؛ حيث إن العظم نما؛ وبالتالي لا يستطيع تركيب الأطراف الصناعية السابقة، ويطلب مساعدته بإجراء العملية الجراحية بالسعودية. وبعد موافقة مقام خادم الحرمين الشريفين، وصدور الموافقة للسماح بإدخال المريض للعلاج في أحد مستشفيات السعودية، وصل لؤي إلى الرياض في 16 يوليو، ترافقه تسهيلات وخدمات مميزة منذ استقباله عند الجانب المصري من معبر رفح، والخدمات المميزة التي قدمتها سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة؛ لإتمام إجراءات تأشيرة الدخول. كما تم ترتيب إجراءات إقامته ومرافقه في أحد فنادق الرياض، وأقيم حفل عشاء خاص على شرف الضيف العربي الشاب في منزل الشيخ مطشر المرشد يوم 18 يوليو. وقد صدر أمر سمو ولي العهد بعلاجه بمدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، وتم استقبال لؤي في "المدينة الطبية" يوم 19 يوليو؛ لمعاينته من قِبل الفريق الطبي المكوَّن من استشاري التأهيل واستشاري الأطراف الصناعية، وأفادوا بأنه سيتم عمل أطراف صناعية جديدة له، وسيتم بعدها تدريب المريض عليها لتأهيله خلال شهرَيْن. يُذكر أن الأمير تركي بن طلال بن عبد العزيز من المغرمين بفلسطين أرضاً وشعباً؛ فالقضية الفلسطينية العادلة تسكن عقله ووجدانه، وهو يترجم هذا الهاجس سلوكاً مناصِراً للقضية من خلال حملات العون والمساعدة، وزيارة فلسطين والأقصى، وفي كل منعطف تمر بها القضية الفلسطينية تجود قريحته بقصائد شعرية يُعبّر فيها عن نهجه في مناصرة القدسوغزة. وتقوم فلسفته في ذلك على المقولة الراسخة "ليس العظيم من لا يقع أبداً، إنما العظيم هو الذي يقف كلما وقع". وبهذا المفهوم زار فلسطين في العام 2003، ممثِّلاً للأمير طلال بن عبد العزيز، وتلمَّس الاحتياجات التنموية للفلسطينيين الصابرين على عنت الاحتلال، وكذلك قاد الأمير تركي بن طلال ثلاث حملات لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة، وأشرف شخصياً على العون الإنساني الذي قدمه لأهالي غزة. كما يؤكد الأمير تركي ما قاله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "عليكم بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعُدّة في البلاء". فإذا ما سخر الله –جل شأنه- لك الشرفاء المخلصين من أبناء هذه الأمة فستصبح الأمة كالجسد الواحد.