حددت وزارة الشؤون البلدية والقروية ثلاثة أسباب وراء حوادث الدهس وتكرارها في مدينة تبوك، وذلك بعد أن تلقت خطابًا من الجهة المختصة عقب الحادث الأليم الذي نشرته "سبق" بعنوان "خلال ساعة.. حوادث "دهس" تصرع مسنة وفتاتين ب"تبوك". وقالت وزار الشؤون البلدية والقروية ل"سبق" إنها تلقت خطابًا من الجهة المختصة أفادت بأن الأسباب ترجع لعدم تقيد سائقي المركبات بقواعد وقوانين المرور، وتأتي في مقدمة هذه المخالفات السرعة الزائدة وقيادة صغار السن والمراهقين للمركبات، وقيام المارة بقطع الطريق في مواقع غير مخصصة للمشاة، ويصعب عبورها من قبلهم.
وأكدت الوزارة" أن أمانة تبوك تسعى إلى معالجة هذه الظاهرة من خلال تركيب الإشارات الضوئية وعمل مطبات أسفلتية، ومن الانترلوك وتحديد ممرات للمشاة وتنظيم الحركة المرورية بالعديد من الشوارع، وغير ذلك من الإجراءات، وأشارت إلى أنه يُجرى حاليًا تنفيذ مشروعات لإنشاء جسور للمشاة في التقاطعات الأشد خطورة كمرحلة أولى.
وجاء توضيح وزارة الشؤون البلدية والقروية، عقب بيان نشرته "سبق" لأمانة تبوك عن الحادثة ذاتها، والتي جاءت بعد موجة من الانتقادات اللاذعة التي طالتها إثر وفاة مسنة وابنتها دهسًا على طريق الملك عبدالعزيز قبل أسبوعين، فضلاً عن حالات دهس مماثلة بلغت ست حالات وفاة على الطريق ذاته خلال الفترة السابقة، وحالات دهس أخرى في مواقع مختلفة، نتيجة ما وصفه الأهالي بتأخر تنفيذ جسور المشاة.
وأكدت الأمانة وفقًا لما ذكره المتحدث الإعلامي لأمانة المنطقة المهندس إبراهيم الغبان: "أنه من غير الممكن تقليص دور الحركة المرورية في المدينة للأمانة دون سواها"، مبينًا أنه "إيمانًا منا في هذه الأمانة أن مشكلة هذه الحوادث لن تحل بإنشاء بضعة جسور في المدينة لعدة آلاف من الشوارع، فأسباب الحوادث كثيرة تبدأ من المواطن، ثم السائق والتزامه بقواعد السير، ثم الرقابة المرورية".
وأشار "الغبان" إلى أنه "كان من الواجب أن يوجد هناك سيارة ساهر في هذا الموقع لضبط السرعة بدلاً من وضعها في أماكن ليس لها معنى سوى الاستفادة المادية والاختفاء خلف الأسوار والمنحنيات، وفي مواقع ليست مهمة على الإطلاق، وقد سبق أن أوضحنا هذه الملاحظة للمرور، وهذه المنطقة تحديدًا، ولذلك هناك عوامل كثيرة أدت إلى مثل هذا الحادث".
يُشار إلى أن ظاهرة الدهس في مدينة تبوك وصلت إلى معدلات مرتفعة وفقًا لإحصائية رسمية حصلت عليها "سبق"، حيث بلغ معدل حالات الدهس 20 حالة شهريًا خلال العام الماضي.
وأكد المتحدث الإعلامي لهيئة الهلال الأحمر بتبوك أن إدارته تلقت خلال عام 1436ه 239 بلاغًا عن حالة دهس بمنطقة تبوك، مبينًا أن درجات خطورة الإصابات الناتجة منها بين البسيطة والمتوسطة والخطيرة، منها ما نُقل إلى مستشفيات المنطقة لاستكمال العلاج، ومنها اكتفى بالعلاج بالموقع دون النقل، ومنها ما نقل عن طريق جهات أخرى، ومنها أيضًا من رفض تقديم أي خدمة إسعافية.