خرجت أمانة تبوك من صمتها بعد موجة الانتقادات اللاذعة التي طالتها إثر وفاة مسنة وابنتها دهساً على طريق الملك عبدالعزيز أول من أمس، فضلا عن حالات دهس مماثلة بلغت ست حالات وفاة على ذات الطريق العام خلال العامين السابقين، وحالات دهس أخرى في مواقع مختلفة، نتيجة تأخر تنفيذ جسور المشاة. وأكدت "أمانة تبوك" أنه من غير الممكن تقليص دور الحركة المرورية في المدنية للأمانة، مشيرة إلى ضرورة تواجد سيارة ساهر في هذا الموقع لضبط السرعة، بدلاً من وضعها في أماكن ليس لها معنى سوى الاستفادة المادية، والاختفاء خلف الأسوار والمنحنيات، وفي مواقع ليست مهمة على الإطلاق.
وتفصيلاً، قال المتحدث الإعلامي لأمانة تبوك المهندس إبراهيم الغبان: "نعتقد أنه من غير الممكن تقليص دور الحركة المرورية في المدنية للأمانة دون سواها، وهذا أمر بعيد جداً عن الصواب والواقع" مبينا أنه "إيمانا منا في هذه الأمانة أن مشكلة هذه الحوادث لن تحل بإنشاء بضعة جسور في المدينة لعدة آلاف من الشوارع، فأسباب الحوادث كثيرة تبدأ من المواطن، ثم السائق والتزامه بقواعد السير، ثم الرقابة المرورية".
وأضاف" "حادثة الدهس التي حصلت على طريق الملك عبدالعزيز تحديداُ حصلت ليلاً قبل مطلع الكبرى بخمسين متراً، وإنارة هذا الشارع قوية وواضحة جداً، وهناك جزيرة وسطية مرتفعة 80 سم عن الكوبرى، وموقع الحادث والرؤيا واضحة تماماً، والطريق بدون انحناءات، والسائق الشاب يقود السيارة بسرعة عالية جداً، حسب إفادة المرور، ولا يوجد ما يعيق الرؤيا في الشارع على الإطلاق، حيث كان المفترض أن تستقل السيدة سيارة لتصل للاتجاه الآخر لصعوبة قطع الطريق، ولوجود حاجز خرساني وسط الطريق بارتفاع عال لن تسطيع قطعه مع أطفالها".
وتابع: "من الناحية الأخرى، كان من الواجب أن يتواجد هناك سيارة ساهر في هذا الموقع لضبط السرعة بدلاً من وضعها في أماكن ليس لها معنى سوى الاستفادة المادية والاختفاء خلف الأسوار والمنحنيات وفي مواقع ليست هامة على الإطلاق، وقد سبق وأن أوضحنا هذه الملاحظة للمرور، وهذه المنطقة تحديداً، ولذلك هناك عوامل كثيرة أدت إلى مثل هذا الحادث، وبالإمكان زيارة الموقع لمن يرغب ويتأكد مما ذكرنا".
وأكد المهندس "الغبان" أن الجسور لن تحل حوادث الدهس لوحدها، ويجب معالجة الأسباب الفعلية لظاهرة الدهس، والتي تأتي في مقدمتها القيادة المتهورة، وعدم التقيد بأنظمة المرور، وحذر المواطن.
وأوضح أن "الأمانة بدأت فعلياً بأعمال إنشاء أربعة جسور للمشاة عن طريق أحد المقاولين بعد تعثر عدة مقاولين وسحب المشروع منهم لتعثرهم، حيث تم ترسية العمل على مقاول جديد، وسلم الموقع، ويتم حالياً البدء بمرحلة تصنيع تلك الجسور".
وقال: "التصنيع يستغرق الجزء الأكبر من الوقت في المشروع؛ نظراً لطبيعة الأعمال، وكون غالبية أجزاء الجسر معدنية، وتصنع بمصانع متخصصة، وسيتم في وقت قريب البدء في تنفيذ الأعمال المدنية في الموقع، كما أن هناك خمسة جسور أخرى تم مؤخراً تسليم موقع المشروع للمقاول".
وأشار إلى أنه "بدأ المشروع حاليا بمرحلة الرفع المساحي، وإعداد المخططات التنفيذية، وسيستغرق تنفيذ هذه الجسور عاما هي مدة تنفيذ المشروع، وقد قدمت أمانة تبوك خالص العزاء لذوي الضحايا، راجين من الله يرحمهم، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان".