تعود أزمة الألبان إلى الظهور في أعمدة الرأي، لكن بصورة خطيرة تمس صحة الإنسان، حيث تطالب كاتبة بنشر اسم شركة الألبان الشهيرة صاحبة ال 700 بقرة المُصابة بالسُّل الجرثومي الذي قد ينتقل للإنسان تحت ظروف معينة ، وذلك حمايةً للمواطن. وبعيداً عن أزمة الألبان يحذر كاتبٌ آخر من التطرُّف، مشيراً إلى أنه إذا لم نتحرّك للتصدّي إلى هذه الظاهرة .. فالمتطرفون مسلمون ومسيحيون سيجعلون حياتنا جحيماً. كاتبة تطالب بنشر اسم شركة الألبان الشهيرة صاحبة ال 700 بقرة المصابة بالسُّل الجرثومي طالبت الكاتبة الصحفية لولو الحبيشي في صحيفة "المدينة"، بنشر اسم شركة الألبان التي اكتشفت إصابة 700 بقرة بمرض السُّل الجرثومي الذي قد ينتقل للإنسان تحت ظروف معينة، فقامت بعزلها، معتبرة أن الشفافية تقتضي نشر اسم هذه الشركة، حماية للمواطن. تقول الكاتبة بلغة ساخرة "يجب أن نثني على أداء هيئة حقوق البقر الحلوب.. أما السبب.. فهو سلطتها الكبرى ونفوذها العريض اللذان ساهما في الستر على سبعمائة بقرة مصابة بداء (الإيدز) عفواً أقصد السُّل الجرثومي الذي قد ينتقل للإنسان تحت ظروف معينة، فإلى الآن لم تستطع لجنة حقوق مدمني الألبان وهي لجنة منبثقة من حقوق الإنسان ولا حماية المستهلك ولا مكافحة الفساد ولا وزارة التجارة ولا الزراعة ولا الصحة و لا الطب البيطري ولا ساهر ولا قياس ولا الشرطة ولا المواطنون ولا الخادمات الهاربات ولا أحد (بتاتا البتة) استطاع تسريب اسم الشركة التي تعول هذه الأبقار، فاكتفى الخبر بأن شركة سعودية شهيرة عزلت 700 بقرة وتعتزم إعدامها بتهمة السُّل"، وعمّا يفعله المواطن، تقول الكاتبة ساخرة "على المواطن (الجشع البشع) مدمن (لتح) اللبن أن يقف عند ثلاجة المتجر ويردد (حقرة بقرة) ويشتري (اللي يطلع معاه) و في النهاية (المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين) و(بعدين) الشركة العريقة عزلت البقر وتعتزم إعدامها ماذا يريد المستهلك (الحسود الحقود) أكثر من هذا؟! هذا الخبر نقلته صحيفة "عاجل" الإلكترونية عن مصدر في وزارة الزراعة"، ثم تقارن الكاتبة بين إخفاء اسم الشركة، وبين كشف التفاصيل في خبر آخر، عن إصابة 12 حدثاً في دار الملاحظة الاجتماعية في أبها بالإيدز، وتعلق مستهجنة "في أخبار الأبقار (واللي يتشدد لها من هوامير الصحراء ) يتعامل معها بمبدأ (ربنا يحب الستر) فلا يجب أن يعرف أحد اسم شركة الألبان ولا أحد يملك خيار مقاطعتها من أجل الاطمئنان". وتمضي الكاتبة معلقة "خبر عن رجال الأموال والأعمال ينبغي أن يبقى شر الشفافية (برا وبعيد) عنه، لأن تبعات هكذا أخبار خطيرة فقد تفلس الشركة و(يزعل) ملاكها ويضطرون لقطع إجازاتهم الباريسية والعودة للوطن (يا حرام) حيث (السموم اللافحة والعج النشط) الحق أن قلوبنا تعبت من فرط الحركة والتمارين الشاقة على تحمل هكذا مفارقات". الحميد: إن لم نتحرّك .. فالمتطرفون مسلمون ومسيحيون سيجعلون حياتنا جحيماً منطلقاً مما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلماء المسلمين، بأن ما يصيب "العالم الإسلامي من خراب ودمار مع الأسف من أبنائنا.. من أبنائنا.. من أبنائنا"، يحذر الكاتب الصحفي طارق الحميد في صحيفة "الشرق الأوسط" من التطرُّف المسيحي والإسلامي، مطالباً بوقفة صارمة، تحت مظلة القانون، وكذلك العلماء، وقادة الرأي، وقبلهم الإعلام، للتصدّي للتطرُّف في كل مكان، وفي مقاله "أخرجوا المشركين.. اطردوا المسلمين!" تعقيباً على الاعتداء الإرهابي في أوسلو، يقول الحميد "من يقرأ ولو مقتطفات من الكتاب الذي وزعه إرهابي النرويج على 5 آلاف بريد إلكتروني قبل تنفيذ جريمته، والمكون من 1500 صفحة، سيُصاب بالذهول من حجم التطرف، وتشابه الأفكار المنحرفة لمؤلفه مع مؤلفات «القاعدة» التحريضية .. فإرهابي النرويج المسيحي وضع في كتابه خطة زمنية لطرد المسلمين من أوروبا بحلول عام 2083، رغم أنه إنسان لم يعرف عنه اهتمام بدين أو سياسة، بل قيل إنه حاول مرة التحدث مع فتاة فرفضت بينما تحدثت وقتها مع شاب من أصول باكستانية، مما زاد نقمته على المسلمين! ففي كتابه أيضا وضع الإرهابي المسيحي قائمة مطولة لأسماء شخصيات سياسية، وإعلامية، بريطانية يحرض على اغتيالهم لأنهم سمحوا بتحقيق فكرة التعددية ببريطانيا وأوروبا، وهذا تحريض مشابه لما فعله تنظيم القاعدة في السعودية من قبل". ويعلق الكاتب بقوله "هذا يعني أن العقلاء، من كل الديانات، باتوا اليوم في ورطة حقيقية. فمتطرفونا الإسلاميون، مثل «القاعدة» ومن لف لفها، ينادون بإخراج المشركين من جزيرة العرب، بينما المتطرفون المسيحيون في أوروبا ينادون بطرد المسلمين من أوروبا. وعليه فمن يحمي العقلاء من الطرفين". ويضع الكاتب أول خطوة على طريق الحل بقوله "كان مهما ما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلماء المسلمين أول من أمس في جدة حيث ذكرهم بأن ما يصيب «العالم الإسلامي من خراب ودمار مع الأسف من أبنائنا.. من أبنائنا.. من أبنائنا»، وهذه هي الحقيقة بعينها"، ويضيف الكاتب "المطلوب اليوم هو وقفة صارمة من قبل الدول، تحت مظلة القانون، وكذلك العلماء، وقادة الرأي، وقبلهم الإعلام، لنبذ كل دواعي التطرف، وإلا فإن العالم سيتحول إلى جحيم إذا تم المساس بحق التعايش المشترك، وثقافة الحوار، ليس عالمياً وحسب، بل في الدول نفسها، ومنها دولنا العربية والإسلامية. فما لم يتم اتخاذ موقف حاسم ضد التطرف، بكل أنواعه ودياناته، فهذا يعني أن حياة الأبرياء في كل مكان ستكون مهددة بالخطر، وعلى غرار ما فعله الإرهابي النرويجي الذي استهدف صغاراً من أبناء جلدته ودينه بحجة طرد المسلمين من أوروبا، كما فعلت «القاعدة» حين قتلت من المسلمين أكثر مما قتلت من المسيحيين بحجة إخراج المشركين من جزيرة العرب!".