أطلقت دائرة النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام في مكة المكرَّمة سراح أربعة متهمين في قضية المخمور الذي أطلق النار على والد زوجته وشقيقها بمنزلهما بمنطقة جعرانة، فيما تم تسليم جثته المتفحمة إلى ذويها لدفنها، وذلك عقب صدور تقرير الطب الشرعي الصادر من اللجنة الشرعية المتضمن أن الوفاة طبيعية وناتجة من حروق من الدرجة الأولى المميتة. وأوضح التقرير الطبي أنه ليس هناك أي آثار اعتداء أو ضرب، والوفاة طبيعية، وأنه في انتظار تقرير خبير الحرائق وتقرير الأدلة الجنائية، خاصة أنه تم العثور على ولاعة داخل الغرفة المحترقة، وهناك 3 مواقع لبداية اشتعال الحريق وطَلْق ناري في أسلاك المكيف؛ ما يرجح أن المخمور هو السبب في اشتعال النيران. وكانت شرطة العاصمة المقدَّسة، ممثلة في مركز شرطة الشرائع وهيئة التحقيق والادعاء العام "دائرة النفس"، قد باشرت القضية التي هزت المجتمع المكي، كما أن الدوريات الأمنية وفِرَق البحث والتحري الجنائي بمركز شرطة الشرائع بمكةالمكرمة قد باشرت العثور على جثة مخمور سعودي (32 سنة) متفحمة في منزل أهل زوجته شمال شرق مكة، وذلك بعد أن أطلق النار على والد زوجته وشقيقها نتيجة مشاكل عائلية سابقة. وأشارت المعلومات التي حصلت عليها "سبق" إلى أن المخمور كان بينه وبين زوجته مشكلة، تمثلت في اتهام الزوجة له بالتسبب في وفاة طفلهما قبل سنتين في خزان استراحة خاصة، وإثر ذلك دارت المشاكل بينهما، وهربت الزوجة إلى منزل أهلها بمنطقة القويعية. وفي فَجْر يوم الجمعة حضر الزوج وهو مخمور، وبيده رشاش كلاشينكوف ومسدس "نصف" وسلاح أبيض، وطَرَق باب أهل زوجته طالباً منهم ذهابها معه وإنهاء المشكلة. وعندما احتدم النقاش أمطر أرحامه بوابل من الرصاص؛ فأصاب والد الزوجة المسن (65 سنة) بثلاث طلقات في قدميه وطلقة واحدة في بطنه، وأُدخل العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل بمكة، وحالته خطرة للغاية من جراء النزيف. كما أصاب شقيق الزوجة (34 سنة) بطلقتَيْن في البطن، وجرى نقله مع والده إلى المستشفى، وتم إسعافهما وتنويمهما تحت العناية الطبية. وعندما باشرت الجهات الأمنية الحالة الأولى "إطلاق النار" تم العثور على جثة الجاني محترقة ومتفحمة تماماً في إحدى الغرف بالمنزل؛ حيث كانت ألسنة اللهب تشتعل والجاني بالداخل، كما عُثر على زجاجة عرق في سيارة الجاني. وقد باشرت فِرَق الإطفاء إخماد الحريق ونقل الجثة المتفحمة إلى ثلاجة الوفيات، فيما تم طلب الكشف عليها من قِبل لجنة الطب الشرعي؛ للتأكد من سبب احتراقها، وتولى التحقيق في القضية مركز شرطة الشرائع وهيئة التحقيق والادعاء العام. وقد علمت "سبق" من مصادر موثوقة أن الجاني عندما أصاب والد زوجته سيطر عليه أشقاء الزوجة، وسحبوا الرشاش من يدَيْه، وأدخلوه غرفة، وأغلقوها عليه، وعندها أطلق النار من مسدسه، وأصاب شقيق الزوجة. وأثناء نَقْل المصابَيْن كان الجاني يُطلق النار من الشباك على مَنْ بالخارج. وإثر المعاينة الأولية لموقع الغرفة المحترقة وُجِد بها ثلاثة مواقع لبداية الاشتعال؛ ما يوحي بأن الحريق بدأ من الداخل وليس الخارج، كما كان باب الغرفة مغلقاً، ولا توجد مؤثرات للاشتعال. وتم حينها التحفظ على أربعة من أشقاء الزوجة؛ للتحقيق معهم بالشرطة، في انتظار التقارير الطبية والجنائية لتحديد خيوط وسيناريو الجريمة كافة وأسبابها. وقد تم إطلاق سراح الأشقاء الأربعة بالكفالة الحضورية بعد صدور تقرير الطب الشرعي، وتم تسليم الجثة المتفحمة ودفنها في انتظار تقرير خبير الحرائق بالدفاع المدني وتقرير الأدلة الجنائية؛ ليتم قفل ملف القضية.