نجح ثلاثة هواة طقس سعوديون في التنبؤ بعاصفة مكة ورياحها الشديدة وأطلقوا تحذيراتهم عبر تغريدات متتالية في موقع التواصل الاجتماعي منذ صباح يوم الحدث، في الوقت الذي لم تحذر أجهزة الأرصاد إلا بعد وصولها لوسط العاصمة المقدسة. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نقاشاً واسعاً اليومين الماضيين على تفوق هواة الطقس على أجهزة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، حيث أثبتت ذلك التحذيرات التي أطلقها المحلل المناخي الهاوي هاني الشريف منذ الثامنة صباحاً، ثم لحق به المحلل المناخي الشهير راجس الخضاري منذ الساعة 12 ظهراً، منبهاً بأن هناك رياحاً هابطة شديدة ستضرب مكة، واتبعه محلل ثالث بعد دقائق منبهاً للحالة غير الطبيعية التي ستضرب مكة.
راجس الخضاري المحلل الشهير كشف ل"سبق"، بأنه تنبأ بقوة الرياح الهابطة من خلال معطيات البالون الذي تطلقه الأرصاد في مختلف المدن السعودية كل صباح ويعطي نتائجه منذ العاشرة صباحاً، مبدياً استغرابه من عدم اهتمام الأرصاد بتلك المعطيات والتي كانت تستلزم تحذيرات جادة في ظل تواجد ملايين المسلمين في مكة خلال تلك الفترة تحديداً، خصوصاً وأن الموديل السعودي الصادر من الأرصاد أعطى تأكيداً بوجود هطولات عالية، ولكن لم نشهد تفاعلاً إيجابياً للأرصاد مع الحالة.
وعن عدم تعاونهم مع الأرصاد قال: نحن كهواة والأرصاد هدفنا واحد، وهو خدمة الوطن ولو طلبوا تعاوننا فلن نبخل عليهم بشيء إطلاقاً، ورغم ما حدث من إغلاق للرادارات واتهامات من الرئاسة بأن الهواة يعطون قراءات مناخية خاطئة للمواطنين إلا أن الكثير من محللي الطقس الهواة استجاب لدعوة رئيس الأرصاد الذي سعى مشكوراً لردم الفجوة بين الطرفين، ولكن فوجئنا بأن ورشة العمل كانت مخصصة لاستعراض أجهزة الأرصاد وإمكانياتهم ولم يحدث تعاون بين الطرفين إطلاقاً.
وختم حديثه قائلاً: هناك عدد كبير من الهواة القادرين على خدمة الأرصاد ولكن يتم تجاهلهم بشكل غريب، ونأمل بعد ما حدث أن يتم الاستعانة بهم وهم على أتم الاستعداد لخدمة الوطن من خلال هذا العمل.
حسين القحطاني المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، قال ل"سبق"، إنهم لا يستطيعون أخذ توقعات وتحذيرات الهواة؛ لأنهم حسب قوله لا يملكون الأجهزة والإمكانات التي تملكها الأرصاد.
وعن عدم التعاون معهم قال: نحن تعاونا معهم وأقمنا ورشة عمل منذ أشهر عدة، واستحدثنا حساباً مشتركاً للاستفادة المشتركة وفتحنا لهم الرادارات قدر الاستطاعة.