في مشهد يتكرر سنوياً، تتعمد الرئاسة العامة للأرصاد تشفير رادارات الطقس في المناطق التي تتأثر بالسحب والأمطار، وسط مطالبات -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- بإعادة فتح المجال للمواطنين والمهتمين بالطقس لمتابعة الأمطار عبر الرادارات. وأنشأ عدد كبير من متابعي الطقس هاشتاقاً تحت عنوان "#الأرصاد_تعطل_الردارات"، شارك فيه مهتمون بالطقس وعدد من المواطنين؛ مؤكدين أن الرادارات العالمية تتابع بالمجان للجميع؛ إلا أن الأرصاد في المملكة تغلق خاصية المتابعة وتتعمد حجبها.
وقال المواطن سلطان الخضاري: "عُرف العرب منذ عصر امرئ القيس ب"تتبع أخبار المطر"، وهو اليوم ينال اهتمام الجميع"؛ فيما قال محلل الطقس عبدالله الحربي: "لا نقلل من جهود الأرصاد؛ فأقمارها تغطي الشرق الأوسط، وبتحديث كل ربع ساعة، ودول كثيرة مستفيدة منه، فقط يهمنا فتح الرادار".
وأضاف: "فتح الرادار يقلل من المخاطر المحتملة أثناء الأمطار بعد الله، والهواة ينقلون آخر الصور الصادرة، وإظهارها للناس لا أكثر؛ فلا تضعوا الحواجز بينكم وبين المجتمع، فكل ضحية بسبب الأمطار أنتم من يتحمل وزرها طالما تعمدتم منع نشر وسائل التحذير".
أما المهتم بالطقس فهد الجهني فقال: "لديّ روابط رادارات عدة لأمريكا؛ منها الأسود ومنها الأبيض، مجانية وغير مشفرة وأكتب عليها؛ بينما أشار المهتم ومحلل الطقس بديع القريني إلى أن الدول الأخرى تستبق بالبحوث العلمية والتواصل مع الهواة وصقل مهاراتهم؛ في حين "ربعنا خايفين نزاحمهم في الرادار".
وذكر عضو فريق عواصف الغربية هايل العتيبي: "تطورت أرصادنا لدرجة أنها تفتح لهواة الطقس الرادارت في وقت الاستقرار، وتشفرها في وقت الحاجة لها، تطور عظيم..!!".
وأشار "فيصل" طالب الخرائط ونظم معلومات جغرافية بجامعة الملك سعود، إلى أن الأرصاد كأي مؤسسة حكومية، مسؤوليتها تقديم خدمات مجانية للمواطنين؛ تماماً مثل البلدية، متسائلاً: "فلماذا التقاعس وتجاهل المطالب؟!".
وأضاف: "كنت بصدد المطالبة برادار خاص للربع الخالي، يرصد من مطار أرامكو في حقل الشيبة؛ لكن الآن نتمنى أن تعود للعمل فقط!".
وشارك "أبو عمر" عضو فريق "رهج العواصف" وعضو "عواصف تبوك" عبر الهاشتاق قائلاً: إن "الكثير من الحالات عبر متابعة الرادارات تم تنبيه الناس من مخاطر السيول، وتم تناقل الأخبار، وقلت الأضرار بفضل الله".
بدوره قال الإعلامي محمد اليوسفي: "تُقدم رئاسة الأرصاد وحماية البيئة عبر موقعها الإلكتروني خدمة "رادارات الطقس" لعشرة مواقع بالمملكة، وتبرز أهمية رادارات الطقس في حالات الأمطار؛ لأنها تكشف كمياتها وحركة تقدم السحب، ويستطيع "متصفح" موقع الأرصاد معرفة ذلك من صور الرادارات".
وأضاف: "يستفيد باحثون ومهتمون بالطقس من "صور رادارات" رئاسة الأرصاد؛ بل إن بعضهم برع في استثمارها تيسيراً لقراءة معلوماتها، وإعادة نشرها؛ لكن يحدث أن رئاسة الأرصاد تُكَرّر "حجب صور رادارات الأمطار" في حالات الأمطار، وفي كل مرة يتذمر الباحثون والمهتمون من هذا التصرف، ويطالبون بالعدول عنه".
وتابع: "تعقيب مدير المركز الإقليمي للأرصاد بمكة تجاه حجب صور الرادارات كان عبر حسابه الشخصي، وحذف "التغريدة"! فهل الحجب تصرف فردي أم قرار مسؤول؟!
ولفت "اليوسفي" إلى أن ردود الفعل لا تزال متذمرة من حجب رئاسة الأرصاد ل"صور الرادارات"، ومعظمها يدور حول أن "الخدمة للمواطن ولا داعي للإشارة إلى مصدر الصور"!
وقال راجعتُ "وثيقة الخصوصية" لموقع رئاسة الأرصاد وحماية البيئة، وجدت فيها تثبيت حقها في الإشارة إليها كمصدر؛ لكن هل هذا "المبرر الحقيقي" للحجب؟!
وأردف: "الإشارة إلى مصدر المعلومات والصور -مهما كان المصدر- حق ينطوي على أبعاد قانونية، وأعراف النشر، وأخلاقيات البحث.. والالتزام به ليس تفضلاً".
وأنهى "اليوسفي" تعقيبه على حجب الردارات من قِبَل "الأرصاد" قائلاً: "لا مبرر مقنع في حجب رئاسة الأرصاد لصور رادارات الطقس، ولا يليق بها كجهة حكومية غير ربحية أن تقع في دائرة الاتهام باحتكار المعلومات"!
وقال المتابع للطقس طلال العضيدان: إن جميع المنظمات الأرصادية الحكومية يوجد لديها تطبيقات أجهزة ذكية في هذا الجانب، وتحوي صوراً حية للرادارت؛ عدا أرصادنا".
من جهته رد الراصد الجوي حبيب عليان على الهاشتاق "#الأرصاد_تعطل_الرادارات" قائلاً: "قد خرج أناس ليسوا رُصّاداً لا يحملون تخصصات أو خبرات، ويقومون بتخويف الناس بطقس مخيف وغير متوقع، ويجعلون ما يتوقعونه صادراً منهم".
وأضاف: "كنت أراسل رئيس الأرصاد بأن يحجبوا روابط الطقس التي انتشرت، ونصبوا عليها أسمائهم، فتم تعطيل تلك الرادارات".