تفاقمت أزمة تعطيل رادارات الأمطار بين الرئاسة العامة للأرصاد وهواة الطقس في المملكة، منذ أن أعلنت الأرصاد عن حجب الرادارات عن الهواة وحرمانهم من متابعة الأمطار بشكل لحظي. وكان الهواة قد استغلوا تواجد الدكتور عبدالله الجازع مدير الأرصاد بمنطقة مكة على "تويتر"، حيث سأله أحد المتخصصين عن سبب إغلاق الرادار فأجاب أن السبب هو أن الهواة يستخدمونه بدون الإشارة للمصدر.
وتسببت تلك الإجابة في إثارة حفيظة آلاف الهواة معتبرين أن ذلك التصرف الفردي يضر بالمواطنين، وأنشأوا وسماً في تويتر تحت عنوان #الارصاد_تعطل_الرادارات، ثم اضطر الدكتور الجازع لمسح التغريدة التي كتبها لاحقاً.
وفي الوقت الذي كشفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أنها لا مصلحة لها من حجب أي معلومةٍ تُساهم في خدمة المجتمع, أكدت أنها ترفض استغلال المعلومات المناخية بغرض التشويش ونقل المعلومات بطريقةٍ غير سليمة وعلمية مما قد يؤدي إلى إثارة الخوف وحدوث بلبلةٍ وتضاربٍ في المعلومات.
وقالت الأرصاد على لسان الناطق الإعلامي حسين القحطاني: "الرئاسة لا تمنع الاستفادة من الرادارات وفقاً لإطار العمل المتبع في ذلك لمَن أراد الاستفادة المُثلى، كما هو الحال مع المختصّين من غير منتسبي الرئاسة، مثل: الجامعات ومعاهد البحوث والدراسات والمؤسسات السعودية المعنية بحال الطقس، والمهتمين بشؤون الطقس، بشرط أن يكون ذلك في إطار الضوابط التي ترى الرئاسة أنها كفيلة بمنع الشائعات والمعلومات المغلوطة التي توثر في المجتمع".
وأضاف: "الرادارات ليست محجوبةً كلياً؛ ولكن الرئاسة قامت بتنظيم التعرُّف على معلوماتها من خلال تحديثها كل نصف ساعة للمتابعين لرادارات الطقس المنتشرة؛ إذ إن المملكة تعد الدولة الوحيدة على مستوى المنطقة التي تمتلك ما يقارب 14 "راداراً" معنياً بالطقس وذا كفاءة عالية".
في المقابل؛ يطالب هواة الطقس بفتح الرادارات أمام هواة الطقس دون شرط أو قيد, مؤكدين أن ذلك سيساهم في تقليل الخسائر المادية والبشرية لمن يتعرضون لعواصف رعدية في مناطق مختلفة من المملكة, لأن الرادارات وقتية وتساعد على كشف مواقع المطر وكمية هطوله.
ويرى عبدالرحمن البقيلي وهو أحد هواة الطقس أن إغلاق الرادارات وحجب المعلومات عن المواطنين أمر غير حضاري, مؤكداً أن السبب يعود إلى نجاح الهواة في توقع العديد من الحالات الجوية الشديدة خلال السنوات الماضية وفشل الأرصاد في تنبيه المواطنين مما يتسبب في العديد من الخسائر.
وأشار إلى التأخر في التحذير في جدة قبل عدة سنوات, وبعد ذلك جنوبالطائف وشمال ثول. من جهته قال طلال العضيدان أحد محترفي مراقبة الطقس تعليقًا على إغلاق الرادارات, محبو وهواة الطقس أعطوا الكثير ولازالوا بأمر الله, وهم متجددون مع كل حالة جوية او مبشرات بعد أمر الله سبحانه توحي بدخول حالات عدم استقرار.
وأضاف: "أعتقد بل أجزم بأنه لا يدور بخلد أحد منا كهواة أن نصل إإلى إنكار جهود الرئاسة العامة للأرصاد فهي تشكر حقيقة على جهودها المبذولة في التوعية وتعاونها المثمر مع بقية اجهزه الدولة".
وأردف: "لا يحق لأي جهة حكومية ذات نشاط خدمي أن توقف او تتأخر في تقديم خدماتها عن الجمهور ولو بسبب النقل والمبالغة في التصور كما تفضل المتحدث الرسمي للأرصاد لأن هنالك إجراءات تتخذها الرئاسة على سبيل المثال مع وزارة الثقافة والإعلام ووكالة الأنباء السعودية في دراسة حيثيات الأمور المتعلقة بهذا الشأن ورفعها للمقام السامي".