فشل المشككون في الإنجاز الأمني السعودي الكبير الذي أطاح بمهندس تفجيرات الخبر، وذلك بوصفهم المجرم الذي قتل 19 عسكرياً أمريكياً وجرح 372 آخرين بينهم مسلمون ب"المعارض السياسي"، ومحاولة نفي صفة الإرهاب عنه. وحاول البعض أن يبعد تهمة الإرهاب عن المطلوب الأمني في جميع دول العالم "أحمد إبراهيم المغسل" (48 عاماً) والمتهم بقيادة الجناح العسكري الذي يعرف ب"حزب الله الحجاز"، ومحاولة وصفه ب"المعارض السياسي" المطلوب للسعودية.
وتناقلت خلال ال24 ساعة الماضية جميع وسائل الإعلام العالمية، المنجز الأمني النوعي، وأفردت له الصفحات الأولى، إضافة إلى البرامج السياسية والإخبارية التي أعادت لقطات وصوراً من التفجير الإرهابي، وعبرت عن شكرها للسعودية على الإطاحة بالمجرم الذي تخفى عن الأنظار لنحو 20 عاماً، إلا أنه تم اعتقاله رغم قلة المعلومات وفترة الاختفاء.
"المغسل" صنف إرهابياً منذ 1996 وبالعودة إلى الصحف الأمريكية وأخرى عالمية والمعلومات الاستخباراتية خلال عام 1996، وهي السنة التي وقع فيها التفجير الإرهابي في أبراج الخبر، فإن المغسل هو المهندس للتفجيرات، واتهمت حينها واشنطنإيران بتجنيد مجموعة، ودفعتها إلى تنفيذ التفجير الذي استهدف المجمع السكني.
ولم يكن اسم "أحمد إبراهيم المغسل" له وجود على المشهد السياسي السعودي، ولم يظهر إلا عقب التفجيرات، بعد أن توصلت الأجهزة الأمنية السعودية لمعلومات استخباراتية أكدت ضلوعه مع عدد من الأشخاص في تنظيم مسلح.
ويكشف موقع الإنتربول الدولي والمكافآت من أجل العدالة والإف بي آي ومكتب التحقيقات الفيدرالية وأجهزة أمنية أخرى، عن أن "المغسل" مطلوب للعدالة بتهمة تفجيرات الخبر وتزعم تنظيم إرهابي، ورصدت حينها خمسة ملايين دولار مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه.
ويوجد اسم ال"مغسل" ضمن قائمة الإرهاب الدولية التي لا تضع اسم أي جهة أو شخص على القائمة إلا بعد التأكد بشكل قاطع بضلوعه في أعمال إرهابية، وهو مسجل باعتباره واحداً من أبرز الإرهابيين المطلوبين عالمياً.
وفي 21 أغسطس من عام 2014 أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي التابع لوزارة العدل الأمريكية المعروف بال"إف بي آي" عن قائمة تضم 26 شخصاً وصفتهم بالإرهابيين الأخطر في العالم ضمت خمسة عناصر من "حزب الله الحجاز"، وهم: أحمد إبراهيم المغسل، وعدنان جمعة، وإبراهيم الياقوت، وعبدالكريم الناصر، وعلي الحوري، وأعلن عن مكافآت مالية لمن يملك معلومات تقود إلى مكان تواجدهم .
تجنيد طلاب يدرسون في أمريكا : ووفقاً لمعلومات استخباراتية مؤكدة، فإن المغسل عمل قبل التفجيرات على استقطاب بعض الشباب السعوديين وشباب من جنسيات أخرى وطلاب يدرسون في أمريكا؛ لإدراجهم ضمن حزب متطرف يستهدف المواقع والمنشآت الحيوية وبعض الشخصيات السعودية.
من الحوزة الحجازية إلى حزب الله الحجاز: تشير بعض المعلومات التاريخية عن "حزب الله الحجاز"، إلى أنه أسس في بدايته باسم "الحوزة الحجازية" ثم سمي ب"تجمع علماء الحجاز"، بعد ذلك أسس تنظيماً أطلق عليه "حركة الطلائع الرساليين"، ثم "الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية وجناحها العسكري "حزب الله الحجاز" الذي تزعمه المغسل.
قبل أبراج الخبر: تورط "حزب الله الحجاز" قبل عملية أبراج الخبر في عدد من العمليات الإرهابية في السعودية، بأحداث 1987، وفي ذات السنة أعلن الحزب في بيانات رسمية عن مسؤوليته عن هجوم على منشأة نفطية في رأس الجعيمة شمال مدينة رأس تنورة بالمنطقة الشرقية.
وفي عام 1988 تبنى الحزب تفجير منشآت شركة صدف البتروكيماوية في الجبيل، وتمكنت حينها الأجهزة الأمنية السعودية من اكتشاف عدد من المتفجرات في عدة مواقع في رأس تنورة ورأس الجعيمة، كما قبضت على عدد كبير من أفراد الحزب الإرهابي، كما يتوقع أن الحزب متورط في عدد من الاغتيالات لدبلوماسيين سعوديين خارج المملكة.