تستهدف وزارة الشؤون الاجتماعية 20 ألف شاب وفتاة ب 820 دورة تأهيل زواج؛ حيث بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة في وكالة التنمية الاجتماعية خطوات علمية وعملية نحو تفعيل قرار مجلس الوزراء الصادر عام (1434ه)، المتضمن أن تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية على إعداد وتنظيم برامج ودورات توعوية للشباب المقبلين على الزواج في جميع مناطق المملكة بهدف تأهيل شامل للشباب والفتيات المقبلين على الزواج في الجوانب الشرعية والصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية ليكونوا على قدر ملائم من القدرة على بدء الحياة الزوجية بشكل عملي وواقعي يتوافق مع متغيرات ، ولتعريفهم بأساسيات التعامل بين الزوجين. وأوضح الدكتور عبدالله السدحان؛ وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية، قائلاً: إن الوزارة دشّنت مبادرة تأهيل المقبلين على الزواج، وتمّ تكوين عديد من الفرق العلمية للإعداد والتنسيق لتصميم حقائب متخصّصة للمقبلين على الزواج تتواءم واحتياجاتهم النفسية والاجتماعية بمشاركة خبراء ومتخصّصين اجتماعيين وأسريين ونفسيين.
وأضاف: وبدأت الفرق على الفور بالسعي لحصر ودراسة الحقائب التدريبية ومراجعتها للوصول لحقائب ذات جودة عالية موحدة.
وتابع: قُسم المشروع لمراحل عدة، فكان فيها إعداد تصوّر مبدئي للمحاور العلمية وتحكيمها ومراجعتها علمياً، ثم استكتاب نخبة من المختصّين والمختصّات لكتابة المحتوى العلمي للحقيبة، ليعقب ذلك التحكيم العلمي والمراجعة تمهيداً لطباعتها، وتزامن مع هذا إعداد مواصفات المدرب المنفّذ للحقيبة التدريبية، والشروط الأساسية للمتطلبات التدريبية في قاعات التدريب؛ حيث تمّ صرف حتى الآن تسعة عشرة مليون وثمانمائة وأربعة وخمسين ألفاً ومائتي ريال موزعة على أكثر من 170 جهة خيرية وأهلية لتنفيذ هذا البرنامج، وجاري الآن تنفيذ عدد من الدورات التدريبية، حيث بلغ عدد الدورات المعتمدة لهذه الجهات أكثر من (820) دورة تدريبية في طور التنفيذ وبعضها نُفذ بالفعل.
وبيّن السدحان، أنه قد نفّذت خلال الفترة الماضية حتى الآن (280) دورة رجالية ونسائية، وبلغ عدد المشاركين فيها حتى الآن (6272) شاباً وشابة، وما زالت الدورات مستمرة في مختلف مناطق المملكة حتى تكتمل (820) دورة بإذن الله لعدد (20) ألف شاب وشابة مستهدفين منها.
واشترطت وزارة الشؤون الاجتماعية أن يكون الدعم المادي للجهات المنفّذة للدورات التدريبية مرتبطٌ بالالتزام بهذه الحقيبة التدريبية، وتوافر البيئة التدريبية المناسبة من حيث القاعة التدريبية والتجهيزات والوسائل المعينة، والمدرب المحترف لتقديمها للمقبلين على الزواج بأسلوب مميّز يحقّق الغرض الذي أُعدّت من أجله.
وأشار إلى أنه تمت عملية تصميم وإعداد حقائب البرنامج وفق الأسس العلمية والمنهجية التدريبية الآتية بدايةً تحديد الاحتياج التدريبي للشباب والفتيات المقبلين على الزواج, ثم صياغة الأهداف وجمع المادة العلمية وفق الاحتياج التدريبي تلا ذلك بناء الحقائب التدريبية وتحكيم الحقائب التدريبية ثم الإخراج الفني للحقائب، وطباعتها بعد ذلك تجريب البرنامج وأخذ التغذية الراجعة.
وتعد مرحلة تحديد الاحتياج التدريبي من أهم عمليات التدريب؛ بل تعد أساساً مهماً لنجاح وتميز البرنامج التدريبي, وتمّت وفق المصادر والمؤشرات التالية وهي أولاً تحليل محتوى الحقائب التدريبية للمراكز الأسرية وجمعيات الزواج السابقة والموجودة في الساحة التدريبية، ثم تحليل الاحتياج الشخصي للفئة المستهدفة بعد ذلك الدراسات العلمية السابقة التي تناولت الموضوع، بعد ذلك رصد لأبرز المشكلات الزوجية التي تستقبلها الهواتف الاستشارية ومكاتب الإصلاح الأسري في المملكة، ثم رأي أهل الاختصاص في جوانب الحياة المختلفة.
وقال: عقب دراسة الاحتياج التدريبي للمُقبلين على الزواج حدّدت أهم القيم والمعارف والمهارات التي يحتاج إليها المُقبلون على الزواج التي تحقّق لهم السعادة والاستقرار الأسري.. بعد ذلك مرحلة جمع المادة العلمية وشارك في هذه المرحلة نخبة أهل الاختصاص من أساتذة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية من الرجال والنساء؛ كل في مجال تخصّصه، فشملت المادة خمسة جوانب مهمة للحياة الزوجية من خلال تشكيل فرق عمل وهي أولا المحور الشرعي، ثم المحور الاجتماعي، والمحور النفسي، والمحور الاقتصادي، والمحور الطبي.
وفي المرحلة الثالثة، وهي تصميم وبناء الحقائب، فقد شارك في هذه المرحلة مجموعة من الخبراء في تصميم وبناء الحقائب التدريبية والممارسين للتدريب على برنامج تأهيل المُقبلين والمُقبلات على الزواج وفق النماذج العالمية للتدريب مع مراعاة التشويق والتنويع في أساليب التدريب وأدواته وعدم الإطالة في أيام وساعات البرنامج لمراعاة مختلف مناطق المملكة, والجهات المنفذة للبرنامج هي جمعيات التنمية الأسرية، الجمعيات الخيرية, والمراكز الأسرية واللجان التنمية الاجتماعية الأهلية والمؤسسات المعتمدة من الوزارة، على فترة ثلاثة أيام ولمدة (12) ساعة تدريبية.
وفي المرحلة الرابعة، وهي التحكيم والمراجعة الفنية واللغوية تمّت المراجعة الفنية والعلمية واللغوية من المختصّين في جميع الجوانب وأخذ التغذية الراجعة منهم، ومن ثم التعديل والتطوير لجميع الحقائب.
والمرحلة الخامسة، وهي مرحلة الإخراج والتصميم الفني، فقد تم التعاقد مع إحدى المؤسسات الوطنية المتميزة في التصميم بحيث تكون هناك شخصية خاصّة بالحقائب في دمج الألوان والصور الخاصّة بالبرنامج والإخراج بما يناسب الفئات المستهدفة، وقد عُقدت الدورات في مراكز التنمية الاجتماعية في مناطق المملكة كافة.