وصف اللواء ركن المتقاعد حسين بن محمد بن معلوي، قائد معركة درع الجنوب ضد الحوثيين عام 2009م، اللواء الشهيد عبدالرحمن سعد أبو جرفة بالشجاعة، مقدماً تعازيه لأسرة الفقيد الذي أكرمه الله بالشهادة دفاعاً عن الدين والوطن. وقال اللواء معلوي، والذي زامله الفقيد في سنوات سابقة: "كان معروفاً عنه الأخوة والكرم والفزعة، عرفته شهماً شجاعاً، وقد كلف في السابق بعدة مهام، ومنها مهام أمنية في الرياض وعسكرية في جازان، فكان مجتهداً مصيباً بجهده، ذا إنتاجية في العمل وصاحب قرارات حاسمة يهتم بأفراده وضباطه وبتدريبهم وحل مشاكلهم الاجتماعية والإنسانية؛ مما جعله محبوباً بين الناس وذا علاقات اجتماعية مميزة. وكان رحمه الله متفانياً في عمله، وقال لي يومًا إنه يعشق العسكرية".
وواصل حديثه ل"سبق" قائلاً: "لقد آلمني استشهاد أخ وزميل وصديق عزيز ورفيق أخوة ودرب وجذور، رحمه الله رحمة واسعة، ومن مات معه أو قبله من الشهداء دفاعاً عن دين الله وبلاد الحرمين المملكة العربية السعودية، وليس لنا إلا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، ومهما كان ألمنا وحزننا وغيظنا لفراقه، ومن استشهد معه في هذه الحرب أو التي قبلها؛ فإن علينا أن نتذكر أنه شهيد، وأنهم جميعاً بإذن الله شهداء، وأن ما يفرحنا أنهم غادروا الدنيا بأعلى الشهادات، وهي شهادة شهيد من جامعة خالق الكون ومصوره، وهذا وعد من الله جل جلاله".
وأردف: "أعزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد، وأعزي الوطن والشعب السعودي العظيم، وأعزي أهله من قبيلة كود الخفاجي أهل العزة والفخر، وعلى رأسهم الشيخ محمد بن سعيد الصوع، وأعزي أهلي وربعي وعشيرتي قبائل شهران عامة، وعلى رأسها الشيخ عبدالعزيز بن سعيد بن مشيط الشيخ حسين بن سعيد بن مشيط، وأقول: نحن لمثل هذه الشهادة وفاء بالعهد وتجديداً للوعد بالقتال للدفاع عن الوطن والمقدسات".
وتابع: "أقول لسيدي خادم الحرمين الشريفين، أقسم لك بالله الذي خلق الكون بما فيه بأننا مشاريع شهادة إذا أمر الله ثم أمرتم بذلك، وستجدون كتائب وأفواجاً من شعبكم ليس لها عدد، ومن الله المدد، تنتفض بأمركم، وتنقض على أعداء الأمة والدين لوضع النقاط على الحروف، وتليين الظروف والقضاء على هذا العدو اللعين الماكر الناكر للمعروف، الذين لا ينفك عن قتالنا بين الفينة والحين، وسيستمر مستغلاً الأوقات والأزمات والظروف إذا لم توضع له نهاية".
وواصل قائلاً: "أقول إنها قد بدأت البداية، فنحن يا سيدي إذا مات البطل فينا شهيد أحفاد أبو بكر وعمر وابن الوليد. وإلى أهل الفقيد الغالي أقول: (أبشروا بالخير فبلادنا وإخواننا أبطال القوات المسلحة بقيادة خادم الحرمين، يجاهدون قوماً أشركوا بالله، ونالوا من عرض نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وسبوا أصحابه، ويريدون أن يحتلوا أرضنا وينشرون فيها الفكر الرافضي الضال، والذي تبرأ منه ربنا وخير البشر نبينا محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلاة والسلام، المخالف للكتاب والسنة إنهم الحوثيون القرامطة الجدد، ومن ورائهم من الأعداء والمنافقين والمخدوعين، إن مآلهم الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة".
وأضاف: "من فقدنا من إخواننا فنحسبهم عند الله من الشهداء، والله إنهم على خير عظيم بإذن الله، وهذه أمنية خير الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (والذي نفس محمد بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجد سعة فأحملهم، ولا يجدون سعة، ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغزو فأقتل".