بتوجيه من الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس منتدى البيئة والتنمية المستدامة الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز انطلقت صباح اليوم بمدينة جدة أول حملة وطنية للتوعية بأهمية إعادة استخدام وترشيد استهلاك الأكياس البلاستيكية، بوصفها إحدى حملات البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة "بيئتي - عَلَم أخضر وطن أخضر"، التي أطلقتها جمعية البيئة السعودية برعاية المنتدى والمعرض الدولي للبيئة والتنمية المستدامة الخليجي. ويُقام المنتدى - بمشيئة الله - برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال الفترة من 26-28 جمادى الآخرة الجاري بفندق هيلتون - جدة. وتأتي هذه الحملة، التي ستشمل باقي مدن السعودية، برعاية من جمعية البيئة السعودية باعتبارها جمعية وطنية سعودية تُقدِّم خدماتها البيئية على مستوى السعودية للتوعية بترشيد استهلاك الأكياس البلاستيكية التي تسبب أضراراً جسيمة على البيئة والإنسان، وتحتاج إلى ما لا يقل عن 400 عام حتى تتحلل، كما تُدمِّر الحياة الفطرية، وترفع نسبة إصابة الإنسان بالسرطان والأمراض الخبيثة. وذكرت الأستاذ المساعد بجامعة الملك عبدالعزيز المتخصصة في التقنية الحيوية للملوثات البيئية "تلوث البيئة" مديرة منتدى البيئة والتنمية المستدامة الخليجي الدكتورة ماجدة أبو راس أن الجمعية وزّعت أكثر من 1000 إعلان في جميع شوارع مدينة جدة، حملت عبارات التحذير والدعوة إلى الترشيد واستخدام البدائل من الأكياس المصنوعة من المواد الطبيعية والأقمشة وغيرها، إلى جانب طباعة 2500 بوستر سيُوزّعها فريق العمل على مدارس مدينة جدة كافة لزيادة الوعي لدى الأجيال القادمة. وأوضحت أن البلاستيك مادة تُصنع من خلال عمليات متعددة أساسها النفط، كما يمكن إنتاجها باستخدام الغاز الطبيعي والفحم بوصفه مادة أولية. وأكدت أن أكياس التسوق وحدها تقضي على ملايين من الطيور البحرية سنوياً، إضافة إلى الآلاف من الثدييات البحرية، وأعداد لا حصر لها من الأسماك. وذكرت الدكتورة ماجدة أبو رأس عشرة أضرار رئيسة تنتج من استخدام الأكياس البلاستيكية، أبرزها أنها غير قابلة للتحلل، ولا تتم إعادة تصنيعها؛ ما يجعلها عبئاً على المكان الذي تستقر به، مسببة تلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها. وأضافت بأن تعلق الأكياس بكل ما تصادفه في طريقها يعمل على تشويه المساحة الجمالية للبيئة، ويصاحب ذلك إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها. وأشارت إلى أن بعض الحيوانات تبتلع هذه الأكياس؛ ما يُسبّب انسداد القناة الهضمية وموتها، ومن ذلك موت عدد من الجمال بمحمية العرين، ووفاة الكثير من الغزلان وبعض النوق بالمنطقة الجنوبية، إضافة إلى تناول السلاحف البحرية لها لاعتقادها أنها من قناديل البحر؛ ما يسبب لها الموت اختناقاً. وبيّنت أن استخدام الأكياس أدى لوجود متبقيات من مواد التصنيع في دم الإنسان التي تُعتبر متسبباً أساسياً في وجود أخطر الأمراض الخبيثة كالسرطانات، إلى جانب أن هناك خطراً مباشراً لهذه المواد على صحة الإنسان بالنظر إلى استخدام الأكياس البلاستيكية في حمل الوجبات الغذائية الساخنة على نحو ملحوظ في البلاد؛ فالحال الرقيقة لهذه الأكياس تجعلها تتفاعل بدرجة حرارة منخفضة؛ ما يجعل حمل الأطعمة الساخنة داخلها خطراً مباشراً على صحة الإنسان. ودعت الدكتورة ماجدة أبو رأس القطاعات وشرائح المجتمع كافة إلى العمل الجماعي للحد من مخاطر المواد البلاستيكية، وذلك من خلال أربعة محاور مهمة، منها: الاستعاضة عن الأكياس البلاستيكية أو أكياس النايلون أثناء التسوق بحقيبة التسوق الخاصة بك، وعدم شراء المواد الغذائية، وخصوصاً الساخنة، في أكياس النايلون، وحَمْل وعاء خاص، والحرص على شراء واستخدام عبوات الماء الزجاجية بدلاً من البلاستيكية. وأكدت أنه في حالة شراء زجاجة الماء البلاستيكية يجب ألا نعرضها للشمس أو لدرجة حرارة مرتفعة، ولا نعيد تعبئتها أو تجميدها في الفريزر. وأعربت عن أملها بأن تحقق أول حملة وطنية لترشيد استخدام الأكياس البلاستيكية أهدافها المرجوة للحفاظ على البيئة وصون مواردها والقضاء على الأخطار كافة الناتجة من استخدامها حفاظاً على صحة الإنسان والحيوان والطبيعة.