أكد موقع ديبكا الاستخباري أن قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني في طريقها إلى سوريا بهدف إنقاذ النظام السوري من السقوط بعد التقدم الكبير الذي حققته المعارضة السورية المسلحة. وأضاف الموقع أن القوات التابعة للأسد بدأت بتهيئة المواقع لاستيعاب القوات الإيرانية التي ستتدخل لأول مرة في الصراع الدائر في سوريا.
ونقل الموقع أن هذه التحركات جاءت بعد زيارة قاسم سليماني قائد فيلق القدس إلى دمشق ولقائه بالأسد.
ويرى مراقبون أن إيران تتورط بشكل صريح هذه المرة في الدماء السورية وأن سوريا تحولت إلى فيتنام لها ولن تستطيع تحقيق أي انتصار على الأرض خصوصا أن هناك تقارير تتحدث عن حاجة النظام السوري لأكثر من 50 ألف مقاتل في سوريا لكي تتحول دفة الصراع لصالح النظام في سوريا.
في سياق متصل أدرك المبعوث الثالث للأمم المتحدة في سوريا دي ميستورا أخيرا أن بشار الأسد لن يرحل دون تدخل عسكري لإجباره على تسليم السلطة بعد كل التصريحات والمبادرات الغريبة ووقوفه في صف الأسد يجد نفسه أمام الحقيقة التي لطالما انحرف عنها متعمدا لكنه الآن.
ونقلت صحيفة ديلي بيست الأمريكية في تقرير لها أن مبعوث الأممالمتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا دعا لأن يكون بشار الأسد جزءاً من الحل في وقت سابق حيث قال: "الآن على الديكتاتور أن يرحل بل زاد بالقول بأنه ينبغي على الولاياتالمتحدةالأمريكية التحرك عسكريا في سوريا للضغط على الأسد من أجل تسليم السلطة داعيا الولاياتالمتحدةالأمريكية للتدخل بشكل فردي والتحايل على مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص.
وأضاف التقرير أن دي ميستورا قدم هذه التعليقات يوم الجمعة الماضي في لقاء مع المنظمات الأمريكية السورية في اجتماع خاص في جنيف وفقا لاثنين من المشاركين الذين حضروا هذا الاجتماع وصرحوا بشكل حصري للصحيفة. وأضاف أحد المسؤولين الذين حضروا الاجتماع بأن دي ميستورا كان واضحا في تصريحاته بالقول ينبغي على الأسد أن يرحل ذلك شيء واضح لا لبس فيه"، وعلقت الصحيفة بقولها إن ذلك انعكاس كبير بعد تصريحاته السابقة التي كان آخرها في فبراير الماضي والذي قال فيها بان الأسد قد يكون جزءاً من الحل.
وبحسب محامية الهجرة في ولاية ميتشجغان الأمريكية منى جندي والتي كانت حاضرة في اجتماع جنيف عندما دعا المبعوث الأممي دي ميستورا الولاياتالمتحدة للتدخل العسكري في سوريا قائلة بأن هذا تحول كبير في تصريحات دي ميستروا، عندما التقيته في أول مرة في فبراير لم يتحدث عن الأسد، والآن يؤكد بأن الأسد لن يرحل من دون تدخل عسكري يجبره على تسليم السلطة.
وبحسب المحامية التي التقت دي ميستورا خلال الأسبوع الماضي فإن دي ميستورا بدا محبطا لأول مرة وعبر عن أسفه من أن الأممالمتحدة فقدت مصداقيتها ولم تتحرك وفق الفصل السابق من قرار مجلس الأمن بالرغم من استمرار نظام الأسد في استخدام غاز الكلور.
وتعتبر هذه التسريبات نقطة تحول مهمة في الأزمة السورية خاصة وأن دي ميستورا هو مبعوث رسمي من قبل الأممالمتحدة بالإضافة إلى أن دعوته للولايات المتحدة للتدخل العسكري خارج مظلة مجلس الأمن أو التحايل عليه دليل مهم وكبير على أن نظام الأسد يتلاعب ولن يقوم بأي عملية تفاوض من غير تدخل عسكري يجبره على تسليم السلطة.
من جانبها فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية مشغولة جداً بإنجاح مفاوضات الملف النووي وليس في تفكيرها الآن أي تدخل عسكري بل على العكس تماما فقد دعت قوات المعارضة التي تقوم بتدريبها في تركيا لعدم استهداف نظام الأسد أو ميلشيات حزب الله بل عليهم محاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة فقط وهو الأمر الذي أدى إلى انسحاب ألف مقاتل من عناصر المعارضة المعتدلة من برنامج التدريب.
وهو ما أكدته صحيفة ديلي بيست الأمريكية في تقرير جديد قالت فيه "إن قائد مجموعة رئيسية من الثوار ورجاله يستعدون للانسحاب من برنامج التدريب الأمريكي بسبب اقتصار التعليمات على استهداف تنظيم داعش المتطرف وجبهة النصرة والامتناع عن استهداف نظام بشار الأسد والميلشيات المقاتلة معه. وهو الأمر الذي قوبل برفض كبير من قبل الثوار وحزموا أمتعتهم للمغادرة بعد أن شعروا بخيبة أمل كبيرة من استثناء الأسد وميلشياته من الاستهداف.
وصرح مصطفى سيجري أحد قادة الثوار المنضمين لبرنامج التدريب بأنه وألف من رجاله على وشك الانسحاب. مضيفا بأن المشكلة تكمن في مطالبة الحكومة الأمريكية الثوار بعدم استخدامهم خبراتهم القتالية الجديدة والأسلحة الأمريكية التي يحملونها ضد جيش بشار الأسد أو أي من وكلائه وحلفائه من الميلشيات الإيرانية وحزب الله في سوريا.