كشف تجمع طبي أن 50 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم في المملكة لا يعلمون إصابتهم بارتفاع ضغط الدم، وأن نحو 20% فقط من الذين تم تشخيصهم استطاعوا أن يحافظوا على ضغط دم منضبط. وأوضح الإصدار الطبي أن 15 % من سكان المملكة فوق عمر 15 سنة مصابون بارتفاع ضغط الدم، كما أن ما يقارب 45% في مرحلة ما قبل تشخيص ارتفاع ضغط الدم.
وقال مختصون: "هذه النسبة الكبيرة تعد جرس إنذار أولي للصمود أمام هذا المرض الصامت، ولا بد من رفع وعي أفراد المجتمع بالأنشطة التثقيفية الصحية، وتحفيزهم على قياس ضغط الدم دورياً، واتباع إرشادات الطبيب، وتحسين نمط الحياة الذي يعد الوسيلة الأولى للحفاظ على الصحة".
إلى ذلك؛ احتفلت المدينة الطبية بجامعة الملك سعود باليوم العالمي لضغط الدم. ونظم الفعالية مركز التثقيف الصحي بالمستشفيات الجامعية بالتعاون مع كرسي التوعية الصحية وتعزيز الصحة والجمعية السعودية لضغط الدم (شمس)، مؤخراً ببهو العيادات بمستشفى الملك خالد الجامعي.
واستهدفت الحملة منسوبي المدينة الطبية والمرضى والمراجعين والزوار، للتعريف بضغط الدم والعوامل التي تؤدي لارتفاعه، والوقاية منه بالحفاظ على مستوى ضغط الدم الطبيعي، والحد من المضاعفات التي قد تنتج عن إهمال ارتفاع الضغط وعدم السيطرة عليه.
وقال د. عبدالرحمن المعمر، المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية: "برامج التثقيف والتوعية منهج راسخ في خطط المدينة الطبية وسياساتها، وهي توجه نابع من القناعة بالمسؤولية الاجتماعية، التي تعد مرتكزاً أساسياً في رسالة المدينة".
وأضاف: "ارتفاع ضغط الدم فعلاً هو " المرض الصامت " كونه يظهر بلا مقدمات واضحة أحياناً، ولذلك فمن الأهمية بمكان تثقيف المجتمع وتمليكه الحقائق حول هذا المرض وأضراره".
وبخصوص أدوية الضغط وآلية عملها، ذكر رئيس مركز التثقيف الصحي بالمدينة الطبية الجامعية الدكتور سليمان الشمري أنها تقوم بالمحافظة على مستوى ضَغط الدم بطرقٍ مختلفة؛ فبعضها يسحب السوائلَ الزائدة والملح من الجسم بإدرار البول. وأدويةٌ أخرى تعمل على إبطاء ضَربات القلبِ أو إرخاء الأوعية الدمويَّة وتوسيعها. وغالباً ما يحتاج المريض لأكثر من دواء لضبط ضغطه.
وحذر "الشمري" من ارتفاع "الضغط الحملي" كونه يسبب مشاكل كثيرة للمرأة الحامل والجنين، ومن الممكن أن تصاب الحامل بارتفاع ضغط الدم قبل أو أثناء فترة الحمل، وإصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم يمكن أن تؤدي إلى نقص وزن المولود أو إلى الولادة المبكرة.
وقال: "في الحالات الشديدة يمكن أن تتطور الحالة إلى "مقدمات الانسمام الحملي أو الارتعاج"، وهي حالة من ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بعد الأسبوع العشرين من الحمل".
من جانبها قالت الإخصائية أريج باهمام، منسقة مركز التثقيف الصحي بالمستشفيات الجامعية، عضو اللجنة الإعلامية بالمدينة الطبية الجامعية: " غالباً لا تظهر أي أعراض تدل على ارتفاع ضغط الدم رغم أنه يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة من قبيل فشل القلب، والنوبات القلبية، وفشل الكلية، والسكتة الدماغية".
وأضافت: "لكن ربما تظهر بعض الأعراض عندما يكون ارتفاع ضغط الدم في مرحلة متقدمة وهي تلك الأعراض: الصداع المزمن، احمرار العينين، النزيف الأنفي، عدم وضوح الرؤية، ضعف القدرة على التركيز، الأرق، آلام في الصدر، ضيق في التنفس، خمول ونعاس، تنمل في الأطراف ومناطق أخرى في الجسم".
وأشارت إلى العوامل التي قد تؤدي لارتفاع ضغط الدم، قالت لا توجد أسباب واضحة لارتفاع ضغط الدم، إلا أن هناك بعض المسببات التي قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط، منها التقدم في السن، الإكثار من تناول المنبهات، التوتر والقلق عند قياس الضغط، التدخين، تصلب الشرايين، أمراض الكلى، بعض الأدوية والعقاقير، أو خلل في هرمونات الغدة الكظرية.