تكاد تتحول تعز أكبر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكنية، والتي يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، إلى مدينة أشباح؛ إذ خلت الحركة من شوارعها وأحيائها عدا رجال المقاومة، بعد فقدان مقومات الحياة من كهرباء ووقود وماء. ومن بَقِيَ لديه كمية من الوقود، يحاول عبثاً البحث عن ملاذ آمن بعيداً عن قذائف المليشيات.
في تلك المدينة تشاهد الطوابير تصطف لأجل رغيف الخبز وشربة ماء، بعد أن حوّلت ميليشيا الحوثي كل شيء فيها إلي رماد جراء القصف العشوائي.
فقد مارست المليشيا وقوة صالح الإبادة الجماعية لسكان تعز، وضرب شبكة المياه والصرف الصحي والكهرباء؛ لتتحول تعز إلى مدينة للأشباح، بعد نزوح سكانها فراراً من القصف العشوائي.
وتعيش محافظة تعز أوضاعاً إنسانية متدهورة؛ لاستمرار انتهاكات مليشيات الحوثيين وقوة المخلوع صالح على المدينة منذ أسابيع، والتي يعتبرونها عقاباً لسكان تعز الذين تصدوْا لهم.
وبيّنت مصادر محلية في تعز ل"سبق" أنه برغم ما تعيشه تعز من حصار واستهداف للسكان المدنيين الأبرياء بها من قِبَل ميليشيا الحوثيين وقوة صالح، لا يزال رجال المقاومة يواجهونهم على جبهتين، يدمرون تعزيزاتهم على خطى الإمداد من صنعاء والحديدة، ويتصدون لهم في أحياء المدينة وضواحيها.
وبينت المصادر أن ميليشيا الحوثي وصالح، فرضت عقاباً جماعياً على سكان تعز؛ حيث تحاول الإطباق عليهم من جميع الاتجاهات بمنع دخول المواد الغذائية والتموينية، وركّزت ميليشيا صالح والحوثي قصفها على مستشفيات (الثورة، والحكمة، والبريهي، والكندي) في أحياء مختلفة من مدينة تعز، في محاولة لحرمان المقاومة والسكان من الإسعافات وإنقاذ المصابين من قصف الانقلابيين؛ حيث عَمِدت ميليشيا الحوثي وصالح إلى القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة للمباني والأحياء السكنية، دون تمييز بين هدف عسكري ومبنى سكني ومشفى، وأدى هذا الوضع الإنساني المتدهور إلى تفاقم الأمراض وانقطاع المساعدات الطبية والغذائية.
وقد وثقت "سبق" بالصور الوضع الإنساني وممارسات الميليشيا وقوة صالح بحق تعز وسكانها.