تزداد الأوضاع الإنسانية في مدينة تعز جنوب البلاد تدهوراً، جراء استمرار الحرب التي تشنها مليشيات المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع على المدينة من اسابيع. وكانت مليشيات الحوثي قد انتشر في احياء مدينة تعز، بوقت سابق عن المواجهات ، في حين كانت تعز، تصرخ بوجه مدافع مليشيات المتمردين الحوثيين والقوات الخاصة الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح بشعارات السلمية .،كما قامت باقتحام المنازل في بعض الاحياء السكانية، وتمركزت واعتلت اسطحها، ويتم إتهام العائلات التي ترفض دخول المسلحين إلى منازلها بتهمة "العمالة للحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف العربي". وفي حديثه ل"الرياض" قال الصحافي وجدي السالمي: "إن مليشيات الحوثي تقوم بممارسة "سياسات التخويف والرعب"، حيث أجبروا بعض اصحاب المحلات على إغلاق المحلات والمتاجر التي يتعيشون منها، بالإضافة قيام المسلحين الحوثيين بارتكاب جرائم ضد الانسانية تسببت بصدمة نفسيّة أثّرت على طلاب المؤسسات التعليمية من الذين تركوا مدارسهم، وجامعاتهم، تحت ضغط مدفع الحوثي". *كارثة إنسانية واعتبر الصحافي السالمي أن تعز تشهد كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جراء استهداف المدنية من قبل المسلحين الحوثين منذ أكثر من عشرة ايام، ويضيف في حديثه للرياض ان شوارع المدينة تشهد طوابير من النساء والاطفال تصطف لشراء الخبز ومياه الشرب مع قيام الحوثيين بحرمان المدينة من الوقود والمواد الاساسية والتغذية. من جهتها، قالت الناشطة ربا الجندي وهي عضو بحملة دفء الاغاثية بتعز: "إن تعز تعاقب من قبل قوات الرئيس المخلوع ومليشيات الحوثيين، وتعيش في وضع ماساوي، ضمن سياسة العقاب الجماعي للشعب"، وأضافت الجندي: إن الحوثيين استهدفوا الكابلات الكهربائية والمحولات، وتسببوا في إغراق مدينة تعز في الظلام منذ عشرة ايام. *تحويل المدارس إلى ثكنات وعن الجانب التعليمي وأوضاع الطلاب، قال زكريا الشرعبي وهو أستاذ تربوي في مدرسة الصديق بتعز في حديثه ل"الرياض": "إن مليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع قامت بتحويل عدد من المدارس إلى تكنات عسكرية ومخازن للسلاح"، لافتاً إلى تسبب ذلك في تعطيل العملية التعليمية بث الرعب في نفوس الطلاب. وأوضح الشرعبي ان مليشيات الحوثيين قامت بتخزين السلاح في عدد من مدارس المدنية ابتداءً بمدرسة أحمد فرج والميثاق المجاورتان للواء 35 مرورا بمدرسة الشهيد الحكيمي والمدرسة الفنية بحي المرور غرب مدينة تعز وصولا الى مدرسة أروى للطالبات جنوب مدينة تعز ومدرسة عمار بن ياسر المجاورة للقصر الجمهوري الذي تعرض لقصف من قبل طيران التحالف العربي في وقت سابق. *استهداف طواقم الإسعاف وعلى مستوى الوضع الصحي، أفاد مصدر طبي في مدينة تعز ل"الرياض": "إن مليشيات الحوثي حولت بعض المستشفيات والمراكز الطبية إلى ثكنات عسكرية وقامت بنصب معدلات ورشاشات على أسطح العيادات في مستشفى الثورة أكبر مستشفيات المدينة، ونشرت دبابات وآليات عسكرية في محيطه"، مضيفاً إلى "أن المستشفيات والعيادات الصحية تعاني نقصاً حاداً في المستلزمات والطواقم الطبية، في ظل تزايد أعداد الجرحى المدنيين بفعل القصف العشوائي على الاحياء السكنية في المدينة، بالإضافة إلى ضعف الخدمات الطبية ومنع وصول الادوية. وأشار المصدر الطبي إلى وجود صعوبات عدة تواجه الوضع الصحي في المدينة، اهمها تعرض طواقم الاسعاف والمراكز الطبية، مشيراً إلى تعرض احد سيارات الاسعاف لعملية قنص من قبل مسلحين حوثيين في منطقة بير باشا في 20 من الشهر الجاري، أسفرت عن مقتل أحد الأطباء ويدعى عبدالحليم الاصبحي وإصابة سائق سيارة الاسعاف، بالإضافة إلى منع وصول الادوية والمستلزمات الطبية وعدم تمكن الكادر الطبي من الوصول إلى المراكز الصحية والمستشفيات جراء استمرار القصف وعمليات القنص. *حرباً مجنونة ويقول نور الدين المنصوري العضو في دائرة العلاقات لدى مركز القانون الدولي الانساني: "إن الحصار الذي فرضته مليشيات الحوثي على تعز تسبب في تدهور الاوضاع الانسانية"، وأضاف المنصوري "الوضع الانساني يزداد سوءًا بفعل القصف العشوائي جراء قيام الحوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع بشن حرباً مجنونة على تعز". وتعد محافظة تعز أكبر المحافظات اليمنية من حيث الكثافة السكنية، إذ يتجاوز عدد سكانها 4 ملايين نسمة، بالاضافة إلى كونها أكثر المدن اليمنية مدنية وتعليمًا، ويفتقد الحوثيون فيها إلى وجود حاضنة اجتماعية، فيما يقول مراقبون إنها تمثل بوصلة الصراعات السياسية في اليمن، ولعبت دوراً حاسماً في انتفاضة 2011م التي أزاحت الرئيس المخلوع من رأس السلطة.