قالت صحيفة "السياسة" الكويتية اليوم، نقلاً عن مصادر دبلوماسية عربية في لندن: إن دول مجلس التعاون الخليجي تتجه إلى "اتخاذ قرار جماعي بإبعاد كل اللبنانيين الشيعة الذين لهم علاقة ب "حزب الله والحرس الثوري الإيراني"، في مدة لا تتجاوز منتصف الشهر المقبل. وأضاف المصدر: بعدما "تسلمت من الاستخبارات البحرينية والأمريكية والفرنسية تقارير ثبتت صحتها عن وجود عناصر من الحزب والحرس الثوري يقودون مع رجال دين محليين التظاهرات في الخليج ". وأوضحت المصادر الدبلوماسية أن الخطوات التي اتخذتها البحرين، في تحذير مواطنيها من السفر إلى لبنان وتعليق جميع الرحلات الجوية إلى هذا البلد، بعد إدانة التصريحات "العدائية" للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، تمهد الطريق أمام إبعاد آلاف الشيعة اللبنانيين من دول مجلس التعاون الخليجي. ونقلت عن مسؤولين كبار في المنامة قولهم: "لن يبقى شيعي لبناني مرتبط أو مشكوك فيه ب "حزب الله والحرس الثوري" في الخليج، وعليهم أن يفهموا ذلك من الآن"، مؤكدة أن لدى الأجهزة الأمنية البحرينية "عشرات الأسماء من رؤساء كوادر قتالية واستخباراتية أو تجار في حزب الله، وقفوا وراء المتظاهرين الشيعة في البحرين وهاجموا مؤسسات حكومية ومواقع أمنية وأحرقوها، في محاولة لتحويل المملكة إلى ما يشبه ليبيا حالياً، لكن إسراع دول مجلس التعاون في إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين، قطعت على هؤلاء العملاء الأجانب الذين يتلقون أوامرهم مباشرة من قيادة الحرس الثوري في طهران، فرحتهم في النجاح بالسيطرة على البلاد وتقديمها على طبق من فضة إلى النظام الإيراني الذي من بين أهدافه في المنطقة احتلال البحرين بعد احتلاله الجزر الإماراتية الثلاث، وبعد محاولته عام 2009 ضرب أمن دولة الإمارات بعناصر تابعة لحزب الله، أبعدتهم السلطات الإماراتية إلى لبنان وعددهم نحو 150 عنصراً". وكشفت المصادر أن المنامة تستعد لإبعاد نحو 90 شيعياً لبنانياً، معظمهم اعتقل خلال الأحداث الأخيرة، فيما تجري السلطات البحرينية "جردة نهائية" لعدد اللبنانيين الشيعة المقيمين على أراضيها من موظفين وطلاب وعمال، تمهيداً لإبعادهم نهائياً، علماً أن هناك نحو 4 آلاف عائلة لبنانية تقيم في المملكة، من أصل مئات آلاف العائلات المقيمة في دول الخليج. وفي هذا الإطار، ترددت معلومات عن اعتقال السلطات البحرينية، أول أمس، 5 لبنانيين من عائلة فنيش يعملون في أحد مطاعم المنامة "بتهمة التخابر مع جهات خارجية". ووفقاً لمصادر رسمية في بعض عواصم دول مجلس التعاون، فإن "تبادل المعلومات بين أجهزة أمن المنطقة تلحظ ارتفاعاً مقلقاً لعدد العناصر التابعين لحزب الله أو المؤيدين له، وذلك استناداً إلى تقارير استخباراتية واردة من لبنان إلى تلك الأجهزة تعرف عن كل عنصر شيعي يدخل دولة خليجية منذ مطلع الألفية الثانية". وتقدر المصادر عدد عناصر ومؤيدي "حزب الله" و "الحرس الثوري" في دول مجلس التعاون ب "آلاف عدة، غالبيتهم يتمركزون في الكويت والإمارات والبحرين، والقليل القليل منهم لا يتقن اللغة العربية، كما ثبت من بعض حالات الاعتقال التي تمت إثر حوادث جرى اعتقال فاعليها وإبعادهم إلى الخارج". وفي بيروت، كشفت معلومات ل "السياسة" عن انزعاج لبناني رسمي من كلام الأمين العام ل "حزب الله" حسن نصر الله، وتبعات تدخله السافر في شؤون البحرين، على مصالح اللبنانيين في المملكة وفي سائر دول الخليج العربي، في ظل مخاوف جدية من مغبة أن تبادر البحرين وغيرها من دول مجلس التعاون إلى التضييق على اللبنانيين المتواجدين على أراضيها. وأفادت المعلومات أن تصريحات نصر الله أثارت استياء في أوساط الجاليات اللبنانية في البحرين وعدد من الدول الخليجية، باعتبارها تشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية للبحرين، ومحاولة لإدخال لبنان في صراعات أكبر منه ولا قدرة له على تحملها، سيما وأن اللبنانيين المقيمين في الخليج هم الذين سيدفعون الثمن قبل غيرهم، وبالتالي فإنه لا مصلحة للبنان في أن يزج نفسه بأمور لا تعنيه، وتعتبر تدخلاً فاضحاً في شؤون الآخرين. وكشفت المعلومات أن عدداً من كبار المسؤولين اللبنانيين أجروا سلسلة اتصالات مع مسؤولين بحرينيين وخليجيين لتطويق تداعيات العاصفة التي أحدثها كلام نصر الله، والتأكيد على أن ما قاله الأخير لا يمثل الموقف اللبناني الرسمي مطلقاً، خاصة أن لبنان ينتهج سياسة واضحة في عدم التدخل بشؤون الآخرين، وأنه حريص على المحافظة على علاقاته مع جميع أشقائه وأصدقائه، وبالتحديد الدول الخليجية التي تحتضن جاليات لبنانية كبيرة أسهمت بشكلٍ فاعل في تعزيز قدرات الاقتصاد اللبناني من خلال التحويلات التي ترسلها إلى الوطن الأم سنوياً.