باتت إقالة المدرب هي أبرز شماعة تُعلق عليها إدارات الأندية السعودية الفشل، مما جعل الكرة السعودية من أكثر الدوريات استهلاكًا للمدربين. وبمقارنة بسيطة تجاوز من تم إقالتهم من المدربين في دوري جميل هذا الموسم من أقيلوا في جميع الدوريات الأوروبية الكبرى، والذين بلغ عددهم 18 مدربًا مقالاً بينما دوري جميل حقق رقمًا قياسيًا في تاريخ الدوري السعودي بمختلف تسمياته بإقالة 22 مدربًا في 24 جولة وهو رقم يحسب على إدارات الأندية في المملكة.
وأجمع الشارع الرياضي على أنها ظاهرة سلبية تصيب الدوري كل موسم، وتعود لتخبط إدارات الأندية وتجاهلها للتخطيط المسبق وعدم وضع أهداف واضحة وثابتة للفريق في الموسم باعتبارها صاحبة الدور الرئيسي في اختيار المدربين وبالتالي تتحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك سواء أثناء التعاقد معهم أو حين إقالتهم وغالبًا ما يكون رئيس النادي من يتخذ هذه القرارات بشكل فردي وغالبًا ما يكون غير مؤهل فنيًا لعملية الاختيار دون الرجوع إلى أعضاء مجلس الإدارة أو حتى أخذ آراء اللجنة الفنية في النادي التي تضم اللاعبين السابقين أو مدربي في النادي لأنها بالأساس مغيبة.
"سبق" استطلعت آراء أهل الخبرة في المجال الرياضي من مدربين وطنيين لهم باع طويل في الملاعب.
الخراشي: منح المدرب الصلاحيات أضرّ الأندية حيث أكد المدرب الوطني محمد الخراشي أن هذا الأمر طبيعي ومتوقع في الوطن العربي بشكل عام والسعودية بشكل خاص.
وأرجع ذلك لأسباب عدة، أهمها عملية انتقاء المدربين من القائمين على الأندية وهم أناس ليسوا أكفاء وبعيدين عن الرياضة وليس بالرياضيين حيث لا يأخذ في الحسبان العوامل التي تساعد على نجاح المدرب من قدرته على التأقلم مع ظروف المعيشة في بلادنا وأفكارها وأسلوبها وهل طريقة لعبه تناسب دورينا وكذلك عدم وضع المدرب قبل التعاقد معه بالصورة الحقيقية للفريق وعن أهداف وطموحات النادي في الموسم الكروي.
وتابع حديثه: أحيانًا يعطى المدرب الأجنبي صلاحية كاملة في اختيار اللاعبين المحترفين وغالبنا ما يأتي بأبناء بلده للاستفادة المادية وليس من أجل تقديم الاستفادة الفنية للفريق. وأشار إلى أن عدم وجود رقابة على أعمال المدرب من اللجان الفنية لدى الأندية المغيبة أصلاً ساهمت بشكل كبير في كثرة تغيير المدربين.
العمري: من يجلب المدرب لم يمارس كرة القدم ! واتفق المدرب الوطني صالح العمري مع المدرب "الخراشي" فيما قاله وأضاف أنها ثقافة موجودة لدى جميع الأندية بمنطقة الخليج بشكل عام وفي السعودية بشكل خاص لأن هذه الأندية دائمًا ما تبحث عن النتائج السريعة والفورية ولا يهمها بناء وإعداد وتجهيز فريق للمستقبل لذلك دائمًا ما تكون عقود المدربين قصيرة الأجل وأعطى مثالاً على ذلك أن المدرب في أوروبا دائمًا ما يبحث عن بناء فريق فيعطى الوقت الكافي لذلك.
وتابع حديثه قائلاً: "إن عملية انتقاء المدرب لدينا دائمًا ما تكون من إدارة النادي وهم بالغالبية لم يمارسوا كرة القدم وليس لديهم المقدرة على عملية الاختيار الصحيح".
وأفاد بأن ضعف شخصية المدرب والسماح للإدارة بالتدخل في عمله دائما ما تكون ذات نتائج سلبية على أداء الفريق مما يؤدي إلى إقالته بسرعة.
الأحمدي: 3 أسباب خلف إقالة المدربين من جانب آخر، أرجع المدرب الوطني بندر الأحمدي أسباب إقالة المدربين إلى ثلاثة أسباب وهي: أولاً: اختيارات إدارات الأندية ودائمًا ما تكون غير موفقة فيها لأنها لا تدرس شخصية المدرب طريقة وأسلوب لعبه ومدى تناسبها وفق إمكانية الفريق.. ثانيًا: ثقافة اللاعبين ومدى تقبلهم للمدرب وطريقة وأسلوب لعبه وتنفيذ الأدوار المطلوبة منهم.. ثالثًا: الضغوط الجماهيرية على إدارات الأندية.
رحيمي: ظاهرة مستهلكة في حين أكد الناقد الرياضي مدني رحيمي، أن هذه الظاهرة ليست بجديدة على الكرة السعودية وأرجع سبب ذلك إلى أن أغلب رؤساء الأندية لا يفقهون في أمور الكرة.